صدرت عن إيران في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الإشارات المتضاربة حول موقفها من الأزمة النووية مع الغرب، أدّت الى حال من عدم التيقن في شأن استعدادها للتوصل الى تسوية لإنهاء الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات. وقد تتضح الاحتمالات المستقبلية غداً، عندما يجتمع كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي بمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، لإجراء محادثات حول مجموعة حوافز اقترحتها الدول العظمى على إيران مقابل وقفها تخصيب اليورانيوم. وزاد الرهان بعد إعلان مشاركة وليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في اللقاء الذي يعقد في جنيف بين جليلي وسولانا، وذلك للمرة الأولى في تحول كبير في السياسة الأميركية وصفته الولاياتالمتحدة بأنه"فرصة لا تتكرر". وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز، ان الولاياتالمتحدة تستهدف اكتساب الرأي العام في إيران من خلال التبادل الرياضي. وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أول من أمس، ان وُجهت الدعوة الأسبوع الماضي لفريق إيراني لكرة الطاولة لزيارة أميركا، فيما سيشارك الفريق الأولمبي الإيراني في أربع مباريات في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين الأسبوع المقبل، خلال تدريبات في يوتاه استعداداً لاولمبياد بكين. وقال بيرنز:"ملتزمون استخدام التبادلات التعليمية والثقافية للمساعدة في بناء الجسور بين المجتمعين بعد 30 سنة من التباعد". في لندن، أفادت صحيفة"ذي غارديان"بأن واشنطن ستعلن الشهر المقبل خطة لإقامة وجود ديبلوماسي في إيران للمرة الأولى منذ ثلاثين سنة. وأوردت الصحيفة من دون ان تحدد مصادرها, ان إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تفكر في فتح شعبة ديبلوماسية لرعاية المصالح شبيهة بتلك الموجودة في كوبا. ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق على الخبر. جهود تركية جاء ذلك فيما أكد وزير خارجية تركيا علي باباجان في أنقرة أمس، ان تركيا تبذل جهوداً"مكثفة"للمساعدة على حل الأزمة الدولية في شان برنامج إيران النووي. وقال ان"إقامة علاقات جيدة مع كافة الأطراف يلقي على عاتق تركيا واجب المساعدة على الحوار"، مضيفاً:"نجري محادثات مع الجانبين حول كافة جوانب مجموعة الحوافز ..و أجرينا اتصالات مكثفة طوال الشهر الماضي". وفي وقت سابق أمس, التقى باباجان مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي، قبل زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الى أنقرة اليوم. في روما، قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني إنه لا يمكن منع إسرائيل عن توجيه ضربة إلى إيران في حال امتلاك الأخيرة السلاح النووي. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية"آكي"عن بيرلسكوني قوله في خطاب لمناسبة افتتاح مؤسسة"ميديديا"، إن أحداً"لن يستطيع ثني إسرائيل عن التحرك عسكرياً إذا كانت على يقين بأن إيران تمتلك السلاح النووي"، تهديدات جدية في طهران، حذر المسؤول في الحرس الثوري في إيران العميد محمد جعفر أسدي، من أن التهديدات الغربية الأخيرة لبلاده جادة تماماً، وتختلف عن التهديدات التي تعرضت لها إيران في العقود الثلاثة الماضية. وقال أسدي:"الدول الغربية وخصوصاً أميركا، كانت وما زالت تهدد بلادنا على مدى السنوات الثلاثين الماضية، لكن القوات المسلحة في إيران اعتبرت التهديدات الأخيرة جادة"، مضيفاً:"كانوا خلال العقود الثلاثة الماضية يختبئون في الظل ويعبئون عملائهم ومرتزقتهم ضد بلادنا، لكنهم دخلوا الآن ساحة المعركة بأنفسهم وراحوا يهددون". ولفت في المقابل الى انه"بامتلاكنا الخبرة القيمة من سنوات الدفاع المقدس الثمان في إشارة إلى الحرب الإيرانية - العراقية وقوة الإيمان والعزم والعقيدة الراسخة، ليس لدينا أي مشكلة في مواجهة تهديدات الأعداء".