أكدت الولاياتالمتحدة أمس، بعد إعلان المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في اختتام محادثاته مع المفاوض الإيراني سعيد جليلي في جنيف، أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لا تزال تنتظر ردّ طهران على عرض الحوافز السياسية والاقتصادية الذي قدّم لها في مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم، ان على ايران ان تختار بين"التعاون والمواجهة". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك، في أعقاب اجتماع جنيف الذي حضره للمرة الأولى المسؤول الثالث في الخارجية الأميركية وليام بيرنز:"نأمل بأن يدرك الشعب الإيراني ان قادته يحتاجون للاختيار بين التعاون الذي سيجلب فوائد للجميع، والمواجهة التي لن تؤدي الا الى مزيد من العزلة". راجع ص 8 وفيما أملت روسيا بأن ترد ايران"خلال أسبوعين"على عرض الدول الست الكبرى، صرح سولانا بعد لقائه جليلي:"لم نحصل على جواب واضح بقبول العرض أو رفضه، وهو ما نتطلع اليه قريباً". في حين شددت طهران ان تجميد تخصيب اليورانيوم خارج التفاوض. وقالت مصادر الاجتماع ل"الحياة"ان ايران قدمت ورقة لم يكن فيها أي تطور في موقفها، مشيرة الى ان أهمية الاجتماع تمثلت بحضور بيرنز الذي بقي بعيدا عن الأضواء، والذي لم يتكلم خلال الاجتماع تاركاً نظراءه الأوروبيين والروس يتكلمون مع جليلي. ورغم ان سولانا وصف الاجتماع بأنه كان بناء ومهما، قالت المصادر ان جليلي لم يأت بأي شيء جديد في الاجتماع الذي حضره مديرو وزارات الخارجية لفرنسا وبريطانيا وسويسرا والمانيا وروسيا والصين. واوضحت المصادر ان المجتمعين سألوا مرات عدة جليلي إذا كانت إيران ستجمد برنامجها النووي العسكري، وأن الممثل الروسي حاول أكثر من مرة اقناع جليلي بضرورة اعطاء رد حول التعليق. ولكن الاخير استمر في مطالبة الدول الست بتعليق العقوبات وسحبها، من دون أي رد على العرض الاخير الذي قدمه سولانا. وصرّح عضو الوفد الإيراني كيوان ايماني للصحافيين بأن مناقشة وقف التخصيب"غير واردة"في جدول أعمال طهران. وقال:"لا تتناول المحادثات حصول تجميد في مقابل تجميد، بل حول النقاط مشتركة بين عرض الدول الكبرى وعرض ايران الذي لا يشير الى نشاطاتها النووية". وزاد:"أكد زعيمنا الأعلى الإمام علي خامنئي أن طريقنا واضحة، ولن نتخلى عن حقوقنا". ووصف ديبلوماسي غربي مناخ المحادثات بأنه"جيد"، لكنه أكدّ عدم رغبة الإيرانيين في مناقشة تعليق تخصيب اليورانيوم أو تجميده عند المستويات الحالية، وهو ما اقترحه سولانا الشهر الماضي في إطار مرحلة مفاوضات تمهيدية تقضي أيضاً بتخلي القوى الكبرى عن تشديد العقوبات المفروضة على طهران. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك الذي حضر الاجتماع:"نأمل بأن توضح ايران خلال مهلة الأسبوعين التي حددناها بالاتفاق مع ممثليها مقاربتها حول اقتراحاتنا". وأضاف:"سننتظر ردّ الايرانيين، ونرى اذا كانوا مستعدين لقبول إجراءات تتيح على الأقل ضمان الاستقرار السياسي حول هذا الوضع" وكانت صحف ايرانية اعتبرت أن حضور ممثل أميركي المحادثات"يدل على أن الولاياتالمتحدة لم تعد قوة عظمى وان نفوذها يضعف، وانها تدرك أن تعليق التخصيب خط أحمر لايران. كما يظهر وجود خلافات بين القوى العالمية". وفي طهران، أعلن وزير الخارجية منوشهر متقي ان محادثات جنيف"تحتاج الى مزيد من الاجتماعات لوضع إطار لمفاوضات مستمرة ومرضية للطرفين، وعقد لقاءات اضافية تطرح وجهات نظر الأطراف على المائدة للتوصل الى اتفاق".