الى رُفات العائدين من أَسرهم تُراباً نمشي على التراب. حفاةً نمشي على التراب. عُراةً نمشي على التراب. حيناً نُحاذر دوس التراب الذي كنّاه يوماً. حيناً نرتدي التراب الذي كنّاه يوماً. تراباً نعانق التراب نعفّر وجوهنا بأثر الأحبة نقتفي أثر الذين كانوا. نهمس للأرض: "أمسِ كانوا هنا أصواتهم فالتةٌ في البراري تلمعُ في الساحات زيَّنوا سطوحهم بالحنطة/ بالعصافير التي قاسمتهم مؤونة الشتاء. لمّا جرف السيلُ مواسمهم أقاموا سدّاً من صلوات رفعوا رؤوسهم الى أعلى حينها الله، جميلاً أطلق في حقولهم شمساً وطيوراً كثيرة". نحرثُ الوقت في انتظارهم نحرثُ الأرض نزرعها نسقيها عرقاً ودموعاً ودماً لتنبت زرعاً على اسم مَن رحلوا. نغرسُ الورد في التراب نقطفُ الورد باقاتٍ لتراب الأحبّة. من الترا ب وإليه كأن حنيناً ينادينا الى ما كنّاه. كأن شوقاً يستدعينا الى ما قبل الصُلب والترائب. نحرث الأرض لنرث الأرض. والأرض فينا ونحن في الأرض. كلانا واحد كلانا تراب. تراب ساكت وتراب ناطق لكن مَن الذي ينطق بالحق؟ يشتاقُ التراب الى ترابه ينادي التراب على أهله دائماً ثمة من يلبي النداء دائماً نشتاق إليه/ إليهم.