أحرز المغربي سعيد عويطة ذهبية سباق ال5 آلاف متر في دورة لوس أنجليس 1984، ووصف النقاد السباق بأنه من أسرع السباقات التي شهدتها الدورات الأولمبية حتى تاريخه. وكان عويطة مواليد القنيطرة 1959 المرشّح الأقوى لحصد الذهب، كونه سجل قبل شهر من الدورة أفضل رقم عالمي 13.04.28د، أي أسرع زمن بعد الرقم القياسي العالمي الذي كان يحمله البريطاني ديفيد موركروافت 13.00.41د منذ 1981. خاض 15 عداء نهائي ال5 آلاف متر في لوس أنجليس. وقبل نحو 500م من خط النهاية، تصدّر عويطة الجميع وإجتاز مسافة ال400م الأخيرة ب55 ثانية وال200م الأخيرة ب27.7ث، مسجلاً رقماً أولمبياً لا يزال قائماً حتى تاريخه. كما عزز العداؤون الأربعة الذين حلوا خلفه أرقامهم الشخصية بما لا يقلّ عن 5 ثوان. بعد أربعة أعوام وقبيل دورة سيول الأولمبية، قرر عويطة الذي أضحى محط أنظار العالم في المسافات المتوسطة والطويلة، والذي لم يخسر أي سباق في السنوات الثلاث السابقة على المسافات من 800 الى 10 آلاف م، المشاركة في ثلاثة سباقات أولمبية وهي: 800م و1500م و5 آلاف م، متحدياً أبطال المسافات المتوسطة والطويلة. أي انه سيشارك في ما مجموعه 9 سباقات بين تصفيات ونهائي في مدة لا تتجاوز أسبوعاً! إلا ان عويطة عدل في آخر لحظة عن المشاركة في ال5 آلاف م لتزامنه مع سباق ال1500م. وفي نهائي ال800م ولدى بلوغ اثنين من كينيا وآخرين من البرازيل الدور النهائي، قرر الكينيون والبرازيليون جعل السباق تكتيكياً لمواجهة المرشح الأول للفوز، أي عويطة. ففي مطلع المستقيم الأخير للسباق تقدّم البرازيلي يواكيم كروز بطال المسافة في لوس أنجليس يتبعه عويطة ثم البريطاني روبرت ايليوت. وفجأة، تقدّم الكيني بول ايرينغ وتصدر وتقدم على عويطة وإيليوت وفاز بالسباق، بينما لم يستطع عويطة مجاراة كروز في الأمتار الأخيرة، فإكتفى بالمركز الثالث وكانت تلك أقسى خسارة يتعرّض لها بعد دورة لوس أنجليس. وبعد أربعة أيام قرر عويطة، وهو المرشح الأقوى للفوز في سباق ال1500م كونه صاحب الرقم العالمي 3.29.46د، المشاركة في تصفيات ال1500 فخاضها، وانتقل الى الدور نصف النهائي لكنه على ما يبدو لم يكن مستعداً الاستعداد الكافي لإصابته في قدمه، فإنسحب مكتفياً ببرونزية وحيدة في سيول.