دحض العداء البحريني رشيد رمزي الشكوك كلها التي حامت حول الأرقام التي سجلها هذا الموسم في سباق ال 1500م وتحديداً حين سجل زمناً مقداره 3.30.00 دقيقة قياساً الى رقمه الشخصي في الموسم الماضي 3.39.30 د، من خلال الفحوصات المتتالية للكشف عن المنشطات التي أجريت له لا سيما ثلاثة منها خلال أربعة ايام في بطولة العالم في هلسنكي ومنذ ان باشر رحلة التأهل لنهائي ال 1500 م... وصولاً الى إحرازه لقبه بفضل"اسلوبه الانيق في الجري"كما يصفه البطل السابق ومواطنه السابق سعيد عويطه، علماً ان البعض ومنه البطل هشام الكروج"يخشى"ان يكون انجازه عابراً على غرار فوز الصومالي عبدي بيلي باللقب عام 1987 والكيني بيتر رونو في دورة سيول الاولمبية العام التالي! غير ان رمزي الذي خطف للبحرين ذهبيتي ال800 م وال1500 م في دورة الالعاب الآسيوية عام 2002 في بوسان، وقهرته تبعات المرض فلم يوفق في نصف نهائي دورة أثينا، أطلق صيحة مدوية غير مسبوقة في سماء هلسنكي، اذ اضاف الى ذهبية ال 1500 م ميدالية أخرى من المعدن ذاته في ال 800 م محققاً اختتاماً مسكاً لبلده الجديد في مونديال القوى، ومستحقاً ان يكون احد نجومها وان يتلقى اتصالاً هاتفياً مباشراً من الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة قدم له التهانئ الحارة بهذا الانجاز التاريخي الكبير. أصبح رمزي اول رياضي عربي يحرز ذهبيتين في بطولة عالمية واحدة... ويزيد من أهمية انجازه انه خاض ستة سباقات قاسية وشاقة لكي يحقق الذهبيتين في غضون اقل من أسبوع. وهو فاز في ال800 م مسجلاً رقماً شخصياً جديداً 1.44.24 د بعدما تقدم من الخلف مطلقاً سرعته النهائية الفائقة في الامتار ال 200 الاخيرة، وتفوق على البطل الاولمبي الروسي يوريي بورزاكوفسكي 1.44.51 د بفارق 27 سنتيمتراً، والكيني ويلام يامبوي 1.44.55 د. ويعتبر رمزي 25 عاماً، الذي سيتصدى لسباق ال1500م الاسبوع المقبل في لقاء بروكسل الدولي، انه تعلم الكثير من اخفاقه في الالعاب الاولمبية"وهذه النتائج التي أحققها هي ثمرة الجهود الكبيرة التي بذلتها وليس اي شيء آخر"، في اشارة الى من اتهمه بالتنشط. وتمنى ان يكون خليفة الكروج في ال1500م والنروجي الكيني الاصل ويلسون كيبكيتير في ال800م. ويتطلع لان يكرر الانجاز عينه في دورة بكين الاولمبية عام 2008. ورأى المدرب خالد بولامي ان رمزي، بطل أفريقيا للشباب في ال1500م عام 1999، توج الجهد الشاق باحراز ذهبيتين"وهو يمتاز بارادته القوية ولا يبالي بالضغوط الميدانية والنفسية ونحن حاولنا ان نوفّر له الجو الملائم، وخططنا لحصد ذهبية ال800م من خلال مفاجأة الروسي بورزاكوفسكي بالهجوم في الامتار ال200 الاخيرة وشخصياً لم أتأكد من نجاح الخطة الا حين وجدته متقدماً في الخط المستقيم قبل نقطة النهاية، وبذلك استطاع ان يحقق ما هو مستحيل بالنسبة لبعض العدائين". المواهب الشابة ويلفت الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في البحرين الى ان رمزي"اثبت بما لا شك فيه انه سيد المسافات المتوسطة حالياً". واوضح"كنا نعرف قدرة رمزي قبل بدء البطولة، لكن العالم بأجمعه اكتشف موهبته الان". والبحرين بلد رمزي بالتبني منذ عام 2001، وحيث جنّد برتبة عريف في الحرس الملكي، علماً ان يقضي غالبية اشهر السنة في معسكرات اعداد في الرباط وايفران، انتهجت طريقة مختلفة عن الاخرين ل"تخريج الابطال"، كما يوضح الشيخ فواز"فقد ارتأينا البحث عن المواهب الشابة غير المعروفة وصقلها وتوفير كل الدعم والمتابعة لها لان ذلك بنظرنا الطريقة المثلى، واعتقد ان العاب القوى البحرينية ستقول كلمتها في المستقبل. وأبرز دليل على ذلك ان احداً لم يكن يسمع برمزي عندما أتى الى البحرين، اما الان ففرض نفسه رقماً صعباً في ال 1500 م، وهذا ما يجعلنا مطمئنين الى نجاعة الخطة التي رسمناها، والامر ذاته ينطبق على مريم جمال التي كانت مغمورة". وذكرّ الشيخ فواز انه"منذ دورة سيدني الاولمبية 2000 عندما شاركنا بعداءة رمزية وضعنا خطة سميناها برنامج اكتشاف المواهب الناشئة من اجل الاهتمام بها ورعايتها ومن ثم ارسالها الى الخارج لتستطيع المنافسة عالمياً". وتابع"كان الامر في حاجة الى مدربين خبراء في هذا المجال، فاستعنا بخدمات العداء المغربي خالد بولامي حامل برونزية دورة اتلانتا عام 1996 وفضيتين في بطولتي العالم في غوتبورغ 1995 وأثينا 1997 في ال 5 آلاف م، للاشراف على عدائي المسافات الطويلة علماً انه كان يشغل المنصب عينه في اتحاد بلاده". عموماً تهدف البحرين للسيطرة على سباق 1500 م للرجال والسيدات في السنوات المقبلة. ويتولى التونسي عبد النور الاشراف على عدائي المسافات القصيرة، وكان اكتشف رقية القسري وحولها من عداءة تنافس على مستوى المدارس الى بطلة عربية حققت انجازات عدة على الصعيد القاري وسترسل الى جامعة الاباما الاميركية لتستعد لدورة الالعاب الآسيوية 2006 والدورة الاولمبية عام 2008 في بكين... والامل ان يولّد الانجاز انجازات وافرة.