وقعت موسكووالرياض أمس اتفاقا ينظم التعاون التقني العسكري بين البلدين، واعتبر سياسيون روس أن الاتفاق، الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين البلدين، يدشن مرحلة جديدة لتطوير التعاون في مجالات عدة. وجاء توقيع الاتفاق خلال زيارة يقوم بها إلى العاصمة الروسية الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، وأجرى خلالها محادثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي حضر مراسم توقيع الاتفاق. وبحسب مصدر سياسي روسي تحدث إلى"الحياة"فإن الاتفاق ينظم التعاون العسكري والتقني بين روسيا والمملكة السعودية ويضع للمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين أساسا قانونيا لهذا التعاون، ما يعني بحسب المصدر أنه يدشن مرحلة جديدة في"تعزيز آفاق الشراكة الروسية السعودية في مجالات عدة"، مشيرا إلى أن"هذا الأساس القانوني لتنظيم التعاون سيفتح على توقيع اتفاقات أخرى لاحقا في المجال العسكري بينها عقود لتزويد الرياض بمروحيات روسية الصنع ومضادات صاروخية دفاعية وغيرها من التقنيات العسكرية". ومعلوم أن المملكة كانت أجرت خلال السنوات الأخيرة مشاورات مع روسيا لتعزيز التعاون في المجالات العسكرية اشتملت على محادثات لشراء طرازات عدة من الأسلحة الروسية. وفي الشق السياسي، كان الأمير بندر استهل زيارته بمحادثات مع نائب رئيس الوزراء سيرغي إيفانوف المسؤول عن ملف الصناعات العسكرية الروسية، وأيضا مع النائب الأول لسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي فلاديمير نازاروف، قبل أن ينتقل إلى القصر الرئاسي في منطقة غوركي قرب موسكو حيث أجرى جولة محادثات مع الرئيس ميدفيديف تناولت العلاقات الروسية السعودية والملفات الساخنة في المنطقة وفي مقدمها التسوية في الشرق الأوسط ومشكلة البرنامج النووي الإيراني. واختتم الأمير بندر محادثاته مع القيادة الروسية بلقاء مع بوتين، انتقل بعده الطرفان إلى"بيت الصداقة"وسط العاصمة الروسية حيث جرت مراسم توقيع الاتفاق. وقالت مصادر عربية في موسكو ل"الحياة"إن محادثات الأمير بندر مع القيادة الروسية ركزت على تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والعسكري والتنسيق السياسي في الملفات التي تهم المملكة وروسيا.