بدأت في مدينة خانتي مانسيسك غرب سيبيريا أمس، أعمال أول قمة روسية - أوروبية منذ تسلم الرئيس الجديد دميتري ميدفيديف مهماته، وسط تفاؤل الطرفين في إمكان إحراز تقدم على صعيد تعزيز التعاون وحل المسائل الخلافية المستعصية. وأعرب الكرملين عن أمله في أن تطلق القمة إشارة البدء لإعداد اتفاقية الشراكة والتعاون مع أوروبا. وتشكل القمة الحالية أول اختبار جدي لعلاقات روسيا مع الاتحاد الأوروبي بعد التغييرات في هرم السلطة الروسية، وكانت موسكو مهدت لها بزيارة قام بها ميدفيديف لألمانيا وأخرى حملت رئيس الوزراء فلاديمير بوتين إلى فرنسا التي تتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي قريباً. وينتظر أن يبحث قادة روسيا وأوروبا ملفات شائكة عدة، أبرزها ثنائياً، مسألة توقيع اتفاق جديد للشراكة والتعاون بين روسيا والاتحاد، وهي مسألة تعطلت أكثر من مرة في السابق، بسبب الخلافات الروسية مع بعض بلدان الاتحاد. وقال مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو إن الاتفاق الجديد يجب أن يضمن تطور التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي في كل المجالات. واعتبر بريخودكو أن من المهم"أن تطلق القمة الحوار في شأن الاتفاق الجديد"الذي رجحت موسكو أن تستمر المفاوضات في شأن صيغته النهائية حتى أواسط العام المقبل. ومن المنتظر أن يبحث القادة المجتمعون الاقتراح الروسي حول إعداد معاهدة الأمن الأوروبي وهي مبادرة أطلقها ميدفيديف أخيراً. على الصعيد الدولي، قالت مصادر الكرملين إن التركيز سينصب على القضايا الساخنة في العالم وأبرزها الوضع في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني والوضع في أفغانستان، كما ينتظر أن تبحث القمة في ملفات الطاقة وأزمة الغذاء العالمية واضطرابات أسواق المال. وذكر مساعد الرئيس الروسي أن ميدفيديف ينوي مطالبة ممثلي الاتحاد الأوروبي برفع القيود المفروضة على المستثمرين الروس في قطاعات الاقتصاد الأوروبي. أمن الطاقة وذكر بريخودكو أن القمة الحالية ستشهد، خلافاً للقمم السابقة، مناقشة التعاون بين روسيا والبلدان الأوروبية في مجال مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. وأضاف أن ميدفيديف يعتزم أن يطرح قضايا أمن الطاقة. ومعلوم أن موسكو تنتقد الموقف الأوروبي حيال روسيا في شأن واردات الطاقة إلى القارة الأوروبية وتعتبره"تسييساً"لشؤون التعاون في مجال الطاقة، في حين تنتقد بلدان أوروبية ما تعتبره"استخدام موسكو ثرواتها الطبيعية لفرض ضغوط على جيرانها"في إشارة إلى الأزمات مع جورجيا وأوكرانيا. وأشار مراقبون روس إلى أنه على رغم صعوبة الملفات المطروحة للبحث فان إشارات متفائلة صدرت عن الطرفين تدل إلى عزمهما على تقريب وجهات النظر والتوصل إلى حلول في شأن القضايا الخلافية، وهو ما عكسته تصريحات مسؤولي الديوان الرئاسي الروسي وكذلك الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي استبق القمة بإعلان أن الاتحاد الأوروبي يأمل في تعميق التعاون مع روسيا في عهد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف. وقال سولانا أن انطلاق المحادثات الخاصة بعقد اتفاقية جديدة بين الجانبين ستكون النتيجة الرئيسة لهذه القمة. وأكد ضرورة أن تشمل الاتفاقية جميع مجالات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، بما في ذلك الحوار السياسي، والأمن الخارجي، والتجارة والتعاون الاقتصادي، والأمن الداخلي، والتعليم والثقافة. واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القمة بالتشديد على أهمية التوصل إلى"بناء علاقات تقوم على الندية والتكافؤ بين الطرفين"، وأشار إلى استعداد بلاده لتنشيط تعاونها مع الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أهم شريك إقتصادي لروسيا. وأشار لافروف إلى المسائل الخلافية الأساسية التي يفترض بالجانبين البحث عن حلول لها بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وهي مسألة الأمن في أوروبا ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة التقليدية التي انسحبت منها روسيا العام الماضي وطالبت بتجديدها ومصادقة كل البلدان الأوروبية عليها كشرط للالتزام بها.