لم يكن كارلوس عازار يتوقّع أن يكون هو مَن سينال جائزة الموركس دور هذه السنة عن فئة أفضل ممثّل في دور ثانوي، ولكن هذا ما حصل إذ نال الجائزة عن دوره في مسلسل"الليلة الأخيرة"من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي."هذا الدور"يقول عازار،"كان نقطة تحوّل في مسيرتي في عالم التمثيل، ليس لأنّني حزت جائزة بفضله، بل لأنّني شعرت منذ بدأنا تصويره عام 2006 أنّني أقدّم نمطاً جديداً من العمل، وقد أوحى لي بذلك نص كلوديا مرشليان وأكّد لي ذلك إخراج سمير حبشي". حين علم عازار أنّه مرشّح لنيل الجائزة، فرح للأمر معتبراً أنّ مجرّد ترشيحه هو بمثابة تقدير لعمله إذ لا يمكن أن يُرَشّح دور غير مستحق الفوز، ولكنّه كان يستبعد فكرة أن يكون هو الفائز"فقد كان على اللائحة أسماء كبيرة كانت تستحقّ الفوز كالممثل جوزيف بو نصّار". أمّا عن المفاجأة التي حُضّرت له بعد تسلّمه الجائزة حين صعد والده الفنّان جوزيف عازار إلى المسرح ليغنّي له ومعه فيقول كارلوس إنّه كان يشعر بأن أمراً ما يتحضّر ولكنّه لم يكن يدرك الطريقة التي سيتمّ فيها، ويجيب بصراحة واضحة عن كون الكثيرون من الناس قد تفاجأوا بأنّه ابن جوزيف عازار بخاصّة وأنّ ابن أحد المشاهير يعُرَف عادةً بأنّه ابن فلان أكثر ممّا يُعرَف باسمه الحقيقي فيقول"إنّ هذا الأمر هو بمثابة مديح لي لأنّني سعيتُ اليه منذ بدأت بشقّ خطٍّ لي، فأنا كنت أفتخر بذكر اسم والدي في معرض حديث ما ولكنّني كنت أتضايق كثيراً حين يتمّ التعريف عنّي بأنني ابن فلان حتّى ليكاد ينسى البعض أحياناً ذكر اسمي أنا"، ويتابع"صحيحٌ أنّ 47 عاماً في رصيد والدي الفنّي هو فخر للبنان أولاً ولعائلته بكاملها ولي في شكل خاص، ولكنّني أحبّ أن يُعرّف عنّي بأنّني كارلوس عازار لأنّني منذ دخلتُ معركة التمثيل حاربتُ بنفسي ووصلت بجهدي، فلم يأخذني والدي إلى أيّ مخرج ولا رافقني عند أيّ كاتب ولا اتّصل بأيّ منتج، فلا أنا أقبل بذلك ولا هو أصلاً يفعله". واضح أنّ كارلوس، أخذ عن والده الصوت الجميل الذي سمعناه ليلة تسلّمه الجائزة، فهل يفكّر في دخول عالم الغناء؟ يجيب:"نعم أفكّر بذلك طيلة الوقت وهناك مشروعٌ غنائي يتحضّر، ولكن هذه الخطوة لا يمكن أن تؤخذ ببساطة إذ عليّ أن أحسب حساباً لتاريخ والدي العريق، فلا يمكن أن أسمح لنفسي بتدمير ما قد بناه. وقد يُفاجأ كثر حين يعرفون أن كارلوس عازار درس الغناء الشرقي طيلة خمسة أعوام في الكونسرفتوار وكان على وشك أن ينال الديبلوم. وتعلّم أيضاً عزف العود على يد الممثل كمال الحلو، أحد أبرز الأساتذة في الكونسرفتوار الوطني، إضافةً إلى دراسة عزف البيانو طيلة خمسة أعوام في جامعة الكسليك، لذلك من الطبيعي أن ننتظره لتنفيذ وعده"إنّ المشروع الغنائي صار قريباً جداً". حالياً يظهر كارلوس في البرنامج الصباحي"يوم جديد"على محطة otv حيث يطلّ مرتين في الأسبوع، وكان قد انتقل إليها بعد أن بدأ تقديم البرامج على شاشة تلفزيون لبنان. وهو دخل هذا العالم من طريق الصدفة،"فقد اكتشفت كلوديا مرشليان أنّني أستطيع أن أكون مقدّماً فطلبت منّي المشاركة في برنامج على شاشة تلفزيون لبنان كانت ستقوم بإعداده ولكن لأسبابٍ معينة لم يتم الأمر. وكان القيّمون على البرنامج الصباحي في المحطة قد رأوني فطلبوا منّي تقديم البرنامج فوافقت في المرحلة الأولى لأتأكّد بنفسي أنّني أصلح لهذه المهمة". وسرعان ما اكتشف عازار أنّ تقديم البرامج يستهويه فاستمرّ في الظهور على شاشة تلفزيون لبنان فترة تعلّم خلالها الكثير. بعد تلفزيون لبنان، عُرِض عليه الانتقال إلى محطتين اختار منهما محطة الotv. ويميّز التقديم، بحسب قول كارلوس، أنّه يمكن أن يكون فيه على طبيعته،"ففي التمثيل عليّ أن ألبس شخصية قد تكون مختلفة عن شخصيتي، أمّا في التقديم فأكون أنا نفسي"، ويضيف"إنّ الكاميرا هي أخطر اختراع لأنّها قادرة على كشف أعماق الشخص الواقف أمامها، فإن لم يكن صادقاً فإنّ الناس سينفرون منه". ويعلن كارلوس أنّه يتحضّر لبرنامج جديد ولكنّه يتمنّع عن ذكر أيّة تفاصيل سوى أنّه"برنامج كبير جداً سيجمع كلّ ما أستطيع أن أفعله"، ونتوقّع أن يجمع الغناء والتمثيل في إطار التقديم المميّز الذي يقوم به عادةً. تمثيليّاً، سيظهر كارلوس الأسبوع المقبل على شاشة otv في الحلقة الأخيرة من المسلسل الكوميدي"فيفتي فيفتي"الذي أخرجه إيلي الغريّب، وهو من كتابة نبيل عسّاف وجيسكار لحّود وتمثيلهما إضافة إلى ندى بو فرحات وأسعد حداد وداليدا خليل. ويصف تجربته فيه بأنّها"ممتعة". وقد انتهى أخيراً من المشاركة في التمثيل في مسلسل"بين بيروت وضبي"،"وهو مسلسل سيكون له وقع مميّز في العالم العربي، وأنا مسؤول عن كلامي". وسُيعرض هذا المسلسل على شاشة ال"أل بي سي"وهو من كتابة جبران ضاهر. ويشارك كارلوس حالياً في مسلسل جديد يتمّ تصويره، وهو بعنوان"عصر الحريم"من كتابة منى طايع وإخراج إيلي حبيب. ويتألّف من ثلاثين حلقة ويضمّ كمّاً كبيراً من النجوم اللبنانيين وسيُعرَض أيضاً على شاشة ال"أل بي سي". بين التقديم والتمثيل لا يمكن كارلوس عازار أن يختار بسهولة"لأنّ الأمر أشبه بالسؤال: من تحب أكثر، أباك أو أمّك؟"، وهو يحبّ الإثنين معاً! أمّا إذا عُرض عليه عمل تمثيلي وآخر في إطار التقديم وكان مجبراً على الاختيار بينهما فإنّه سيدرس الأمر وسيختار العرض الأنسب الذي سيضيف أكثر إلى مسيرته.