قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس، ان على روسيا مساعدة جورجيا في حل النزاع مع الإقليمين المنشقين، أبخازيا وأوسيتيا الشمالية، لا مفاقمته. ونقلت وكالة أنباء"نوفوستي"عن رايس قولها في مؤتمر صحافي عقدته في تبليسي بعد محادثات مع عدد من المسؤولين الجورجيين، ان"روسيا بحاجة الى ان تكون جزء من حل المشكلة، لا جزء منها". وأضافت:"قلت ذلك للروس علناً وفي شكل شخصي". جاء ذلك غداة تبادل روسياوجورجيا الاتهامات بإرسال مقاتلات الى أجواء اوسيتيا الجنوبية الانفصالية في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار هناك. واتهم ناطق باسم قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة، جورجيا بأنها أرسلت الثلثاء اثنتين من طائراتها المقاتلة الى أجواء اوسيتيا الجنوبية، لكن جورجيا أكدت في المقابل ان تلك الطائرات كانت روسية وان عددها أربع. واتهمت جورجياروسيا بإرسال مقاتلات الي مجالها الجوي لتقويض زيارة رايس التي يتوقع ان تبدي دعماً قوياً لتبليسي المؤيدة للغرب. وقال مسؤول أميركي رافق رايس الى تبليسي ان المواجهة التي تتصاعد بين جورجياوروسيا في شأن الإقليمين المنشقين، قد تؤدي الى كارثة وان على موسكو ان تدرك انها ليست"الحاكم الإمبراطوري"لجورجيا. في المقابل، نقلت وكالة أنباء"انترفاكس"عن فلاديمير ايفانوف الناطق باسم قوات حفظ السلام في اوسيتيا الجنوبية قوله ان مقاتلتين من طراز"اس يو-25"جورجيتان، حلقتا في المنطقة في الثامن من الشهر الجاري، مضيفاً ان ذلك"انتهاك خطر". وقبل ذلك، اتهمت وزارة الخارجية الروسية طائرات جورجية مقاتلة وأخرى للتجسس، بانتهاك المجال الجوي في منطقة النزاع مرات عدة. واعترفت موسكو بأن طائراتها حلقت في أجواء أوسيتيا الجنوبية وربطت ذلك بهجوم جورجي محتمل في الإقليم. وأكد مساعد قائد القوات الجوية الجورجية الكولونيل زوراب بوشكوا ان"في الثامن من تموز، اقتحمت طائرتان روسيتان المجال الجوي الجورجي وتلتها طائرتان أخريان". وأعلن بوشكوا انه"خلال أربعين دقيقة حلقت أربع طائرات روسية فوق الأراضي في شمال تسخينفالي"اكبر مدينة في اوسيتيا الجنوبية. يذكر أن إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا انفصلا عن الحكم المركزي في جورجيا بعد معارك خلال تسعينات القرن الماضي اثر انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. كما تنشر روسيا قوات حفظ سلام في الجمهوريتين غير المعترف بهما وتقدم للانفصاليين دعماً مالياً ومعنوياً. وتأتي زيارة رايس لجورجيا في ظل تصاعد التوتر بين تبليسي والإقليمين المنشقين. وتتهم تبليسي موسكو بمحاولة ضم الإقليمين الى أراضيها. ووقعت في أبخازيا أخيراً، انفجارات أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى. وحضت رايس أمس، على البحث عن حل سلمي للنزاع. وقالت:"من المهم ان ترفض كل الأطراف العنف كخيار. يجب ان يكون الحل سلمياً". ودعت الوزيرة الأميركية الى محادثات على مستوى عال للتوصل الى حل للنزاع الطويل في جورجيا. وأعربت رايس عن دعمها لمسعى جورجيا الانضمام الى حلف شمال الأطلسي الناتو. واجتمعت الوزيرة الأميركية خلال زيارتها لتبليسي، مع عدد من زعماء أحزاب المعارضة الجورجية ومسؤولي بعض المنظمات غير الحكومية، إضافة الى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ومسؤولين آخرين.