تبادلت موسكو وتبليسي الاتهامات في شأن سقوط صواريخ "جو - ارض" في الأراضي الجورجية، ما كاد يسبب كارثة ويشعل فتيل مواجهات بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية الساعية الى الانفصال عنها. وقال ناطق باسم الداخلية الجورجية ان طائرتين روسيتين من طراز"سوخوي-24"انتهكتا الأجواء الجورجية وأطلقتا ثلاثة صواريخ"جو-أرض"، فيما أكدت روسيا ان قواتها الجوية لم تسقط اي صاروخ باعتبار انها لم تقم بطلعات خلال اليومين الماضيين، فيما عرضت جورجيا بقايا صاروخ يزن اكثر من 700 كيلوغرام ولمحت الى عزمها على"الاستنجاد"بالأوروبيين. وشهدت الساعات ال24 الماضية توتراً في المنطقة الفاصلة بين جورجيا وإقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي، وعلى رغم ان عمليات الاستفزاز المتبادل بين الجانبين أصبحت جزءاً من الحياة اليومية في المنطقة خلال السنتين الأخيرتين، فان العثور على الصاروخ شكل سابقة اعتبرها الجورجيون خطرة. وأوضح ناطق عسكري جورجي ان واحدة على الأقل من المقاتلتين المذكورتين تعرضت لإطلاق نار من موقع في إقليم اوسيتيا، ما دفعها للرد بإطلاق صواريخ على المنطقة. وأشارت معطيات وحدات التحكم والرادار في وزارة الدفاع والطيران المدني في جورجيا الى أن"الطائرتين الروسيتين انتهكتا المجال الجوي الجورجي وحلقتا على ارتفاع منخفض فوق أراضي مقاطعة أوسيتيا الجنوبية". وأكدت قوات حفظ السلام التي تفصل بين الطرفين الجورجي والاوسيتي في منطقة النزاع، صحة المعطيات الجورجية حول الاختراق الجوي، وقال قائدها مراد غل أحمدوف ان طائرة مجهولة أطلقت صاروخاً بعد تعرضها لإطلاق نار في أوسيتيا الجنوبية. لكنه شكك في الرواية الجورجية للحادث، واتهم تبليسي بافتعال الأزمة مشيراً الى ان الطائرة كانت متجهة من جهة الشرق من الأراضي الجورجية وعادت إلى الجهة التي جاءت منها بعد إطلاق الصاروخ. وأوضح:"تعرضت الطائرة لإطلاق نار من الجانب الأوسيتي الجنوبي في منطقة غرومي. ويبدو أن الطيار شعر بالخوف وضغط على زر إطلاق الصاروخ". وأكد أن الصاروخ الذي سقط في منطقة تسيتيلوباني لم ينفجر. وعرض التلفزيون الجورجي في نشراته الإخبارية أمس، لقطات لحفرة عميقة قال إنها نتجت من سقوط الصاروخ الذي كان مزوداً برأس متفجر وزنته نحو 700 كيلوغرام لكنه لم ينفجر عند ارتطامه بالأرض. وقال المسؤولون الجورجيون أن الصاروخ حمل كتابات روسية. واتهمت جورجيا الروس بمحاولة"تفجير أزمة وجر الأطراف الى مواجهة". واستدعت الخارجية الجورجية السفير الروسي في تبليسي فياتشسلاف كوفالينكو وسلمته مذكرة احتجاج. وقالت مصادر جورجية ان تبليسي ستلجأ الى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرها من منظمات المجتمع الدولي لمساعدتها في التحقيق في الحادث. واستبعد السفير الروسي احتمال مشاركة طائرات حربية روسية في حادث انتهاك المجال الجوي الجورجي. ونفت وزارة الدفاع الروسية صحة الاتهامات الجورجية واعتبرت انها محاولة استفزازية. وقال العقيد الكسندر دروبيشيفسكي، مساعد القائد العام لسلاح الجو الروسي، ان الطائرات الروسية لم تنفذ أية طلعات جوية مساء الاثنين أو صباح الثلثاء في أجواء منطقة تسيتيلوباني الجوية. ولا يمكن ان تكون قامت بأي انتهاك للمجال الجوي الجورجي". ومعلوم ان تبليسي تتهم موسكو بدعم الانفصاليين في الإقليم الجورجي، ويتهم سياسيون في جورجيا قوات حفظ السلام العاملة في المنطقة والتي يشكل الروس عمادها الأساسي بتبني مواقف غير حيادية وزيادة تعقيد الموقف الميداني. ولا يخفي قادة الحركة الانفصالية في اوسيتيا رغبتهم في تعزيز التقارب مع موسكو، وتحدثوا اكثر من مرة عن عزم بلادهم الانضمام الى الاتحاد الروسي فور حصولها على الاستقلال.