أصبحت العلاقات بين موسكو وتبليسي مرشحة لمزيد من التدهور بعد اكتشاف جثة ضابط روسي كبير قرب العاصمة الجورجية، ومن جهة اخرى اكد مراقبون دوليون ان طائرات روسية قصفت بالفعل مناطق في جورجيا. وتوترت العلاقات بسبب اتهام روسيا لتبليسي بتوفير الملاذ والمعابر الآمنة لمقاتلين شيشانيين عبروا الحدود واشتبكوا مع قوات الحدود الروسية في منطقة ايتوم قلعة. وكانت هذه الاشتباكات حلقة في سلسلة المشكلات القائمة بين البلدين والتي يتلخص جوهرها في ان جورجيا قررت تقليص علاقاتها مع موسكو وتعزيز روابطها بالولايات المتحدة، اضافة الى انها اتهمت الكرملين بدعم التطلعات الانفصالية لجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين ما زالتا شكلياً جزءاً من جورجيا لكنهما تتمتعان باستقلال فعلي. وبعد اشتباكات ايتوم قلعة اعتبرت روسيا الموقف الجورجي "داعماً للارهاب" وطالب عدد من السياسيين الروس باستخدام القوة والقيام بغارات ل"تنظيف" وادي بانكيسي الجورجي من المقاتلين الشيشانيين. وفي هذا السياق ذكر الجورجيون ان طائرات "اجنبية" اغارت على اراضيهم ولكن روسيا كانت كل مرة تنفي هذه المزاعم. وفي تطور جديد، اعلن فالكار ياكوبي الناطق باسم بعثة منظمة الامن والتعاون الاوروبي في تبليسي ان لدى مراقبي البعثة معلومات عن قصف مناطق حدودية في الثاني من آب اغسطس الجاري، وأعرب عن "القلق" بسبب واقعة القصف. ولكن البعثة لم تؤكد او تنفي ما اعلنه وزير الامن الجورجي عن قيام طائرات روسية بشن غارة جديدة، خاصة، على مناطق جبلية مساء الاربعاء، ولكنه قال ان الرادارات لم ترصد الطائرات المغيرة لأنها اوقفت كل اجهزة الاتصال. غير ان ناطقاً باسم وزارة الدفاع الروسية نفى بشدة تورط موسكو، وقال ان الطائرات الروسية لم تحلق في منطقة الحدود. وتوفر سبب جديد لتوتر العلاقات، اذ اعلن امس عن اكتشاف جثة العقيد ايغور زايتسيف 52 سنة الذي يعمل في هيئة اركان القوات الروسية في جنوب القوقاز والتي تتخذ من تبليسي مقراً لها. وكان الضابط اختفى قبل اسبوعين وذكرت الشرطة الجورجية انها عثرت في ضواحي تبليسي على جثة "يرجح" انها لزايتسيف. وفي وقت لاحق وصل ابن الضابط للتعرف على الجثة التي اكد التحقيق انها للعقيد الروسي، واتضح انه قضى بسبب ضربات تلقاها على رأسه، كما لوحظ ان يديه مكسورتان ما دفع الى الاعتقاد بأنه تعرض لتعذيب. واتهم وزير الدفاع الجورجي السابق تنغيز كيتوفاني مقاتلين شيشانيين باغتيال زايتسيف. ولو ايدت موسكو هذه الفرضية، فإن ذلك سيعزز ضغوطها على الجانب الجورجي لحملة على تسليم شيشانيين اعتقلوا في منطقة الحدود وطالبت موسكو بسوقهم الى القضاء الروسي، الا ان تبليسي طلبت "وثائق" تؤكد تورطهم في جرائم، ما اثار غضب الكرملين ودفع عدداً من السياسيين الروس الى المطالبة ب"الاقتصاص" من جورجيا.