أكد الرئيس محمود عباس أبو مازن حق الفلسطينيين في النضال من أجل إقامة دولتهم المستقلة، فيما شدد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على أن إسرائيل تدفع في اتجاه استحالة قيامها. وقال عباس في كلمته أمام القمة الحادية عشرة للاتحاد الإفريقي إن"الشعب الفلسطيني لن يتهاون حتى يحقق دولته المستقلة ذات السيادة"، مؤكدا حقه في"النضال المشروع"حتى الحصول على الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ومطالباً بضرورة إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين حسب قرار الأممالمتحدة الرقم 194، واضاف:"القيادة الفلسطينية اختارت المفاوضات سبيلا للوصول إلى هذا الهدف"، وأشاد عباس بالدور المصري الذي أدى إلى إبرام تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، وقال:"التهدئة أنقذت غزة من مذبحة مروعة، ووفرت المناخ المطلوب للمضي قدما في جهود السلام مع إسرائيل". وحذر من أن إسرائيل تواصل تغيير معالم القدسالمحتلة وتواصل الاستيطان والاعتقالات وإقامة الحواجز في الضفة الغربية وحصار قطاع غزة وتعرقل حركة الأفراد والبضائع، وقال:"رغم ذلك لن نيأس". من جانبه، قال موسى في كلمته:"لا شك أن مشاكل فلسطين والنزاع العربي - الإسرائيلي من ناحية، والمشاكل المتصاعدة في القرن الأفريقي من ناحية أخرى، تشكلان حزاما محرقا من الأزمات الحادة التي تواجهنا سويا وبالدرجة نفسها من الآثار الخطيرة". وأضاف:"النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي يزداد تعقيدا ومسيرته التي أطلقت في أنابوليس تتجه إلى الفشل بسبب السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى تخريب فرص السلام، وإن كانت لا تمانع في إعطاء الانطباع بأنها منخرطة في عمليات سلام، وكلها في تقدير الكثير من المتابعين والمدققين ليست إلا لكسب الوقت وتجميع نقاط تساعد إسرائيل على التغلب على مشاكل داخلية وتفادي ضغوط خارجية، والهدف النهائي هو إبقاء الحال على ما هو عليه وخلق أمر واقع متصاعد، بالإضافة إلى تعقيد إقامة دولة فلسطينية بل دفع الأمور إلى استحالة قيامها". ودعا قادة الدول الأفريقية الى الوقوف بحزم في مواجهة السياسات الاستيطانية. مصر والحوار في غضون ذلك، تم الاتفاق على هامش القمة الإفريقية أن تباشر مصر اتصالاتها التمهيدية مع الفصائل الفلسطينية من أجل الحوار. وقال السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو ل"الحياة"عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني مع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان:"مصر حريصة على توفير ضمانات كافية لإنجاح الحوار قبل الدعوة اليه"، مشيرا إلى أن"اتفاقا تم في هذا الأمر خلال اللقاء، والرئيس عباس سيعمل على حض الفصائل التي سيلتقيها في دمشق الأسبوع المقبل على الاستجابة لمبادرته في شأن الحوار الشامل، وسيسعى كذلك الى الحصول علي مباركة الرئيس بشار الأسد ودعمه لهذا الحوار"، موضحا أن عباس"سيلتقي جميع قادة الفصائل المنطوية تحت لواء المنظمة التحرير الفلسطينية"، لكنه استبعد تماما أن يلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل أو أي من قادة"حماس". ولفت إلى أن عباس سيشدد في لقاءاته في دمشق على أهمية التزام اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه خلال الأسبوع الماضي، واصفاً التهدئة بأنها هي توأم الحوار الوطني، ومشيرا الى أنها ستوفر المناخ المناسب لإنجاح الحوار بعيداً عن تأثير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعما إذا كان"أبو مازن"استعجل البدء بمشاورات في شأن هذه الاتصالات لإضفاء مزيد من الجدية على مبادرته بعد الفتور الذي اعترى جهود الحوار خلال الأسابيع القليلة الماضية، أجاب عمرو:"نعم لأن الجميع حاليا يراقب مدى صمود التهدئة، وربما كذلك مدى جدية معالجة ملف الجندي الإسرائيلي الاسير غلعاد شاليت، لأن هناك ارتباطا موضوعيا بين التهدئة والجندي". وعن القرار الاستثنائي لمصر بتشغيل معبر رفح لمدة يومين بشكل استثنائي، أجاب:"أبو مازن تحدث مع الرئيس حسني مبارك في ذلك وأكد له أن السلطة الفلسطينية تؤيد وتبارك المسعى المصري الهادف إلى إنهاء الحصار على قطاع غزة، بما في ذلك فتح معبر رفح من أجل تسهيل حركة المواطنين الفلسطينيين". وعن إمكان مشاركة"حماس"في إدارة المعبر مستقبلا في حال تشغيله، قال:"هناك شرعية واحدة هي شرعية الرئاسة الفلسطينية، ولا مجال لشرعيات موازية أو بديلة". وحصلت"الحياة"على مسودة مشروع قرار عن فلسطين من المقرر أن يصدر في ختام القمة الإفريقية، ويعرب مشروع القرار عن دعمه الكامل لكفاح الشعب الفلسطيني المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. ويؤكد مجددا تأييده إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي بالطرق السلمية، وتأييده لمبادرة السلام العربية، ويطالب إسرائيل بقبولها. كما يشيد بدعوة عباس"حماس"إلى إجراء حوار وطني شامل تحت مظلة عربية أو دولية لإنهاء حال الانقسام الفلسطيني، ويطالب الحركة بالتحلي بالمسؤولية والشجاعة والتجاوب مع هذه الدعوة. ويدين مشروع القرار قرار الحكومة الإسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم وشعفاط وبيت حنينا ومدينة القدسالشرقية"والذي يعتبر قرارا خطيرا يهدد عملية السلام برمتها"، ويطالب حكومة إسرائيل بوقف التدابير التي تتخذها من جانب واحد، ويعرب عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور والزيادة في تردي الوضع الاقتصادي والصحي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، خصوصا في قطاع غزة، ويدين بشدة سياسة الاحتلال الإسرائيلي ويشجب ممارساتها وسياساتها القمعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين العزل.