انتقد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن الولاياتالمتحدة بسبب صمتها عن التصعيد الاسرائيلي، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الجامعة العربية ان "هذه حالة من الحالات الكثيرة للصمت"، ودعا واشنطن الى القيام بدورها وواجبها و"التدخل لوقف هذه الاعمال الاسرائيلية التي يمكن أن تدمر عملية السلام برمتها". وعندما سئل عباس عن الخلاف مع "حماس"، قال إن "حماس جزء من المنظمات والشعب الفلسطيني ولسنا نسخة طبق الاصل وهناك اختلافات واتفاقات ولكن هناك مجالات للاتفاق اكثر من الاختلاف". واشار الى اتفاق مع الفصائل على نقطتين: الاولى التمسك بالتهدئة، والثانية ازالة المظاهر المسلحة. وعن موقفه من قيام دول عربية بتأسيس علاقات مع اسرائيل رد بأن الدول العربية صاحبة سيادة. وكان عباس ألقى كلمة أمام المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية في حضور الامين العام للجامعة عمرو موسى أكد خلالها أن السلطة ماضية في إعادة البناء والتعمير في قطاع غزة بالتوازي مع جهودها لاسترجاع باقي الحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمها انسحاب اسرائيل من الضفة الغربيةوالقدسالشرقية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأشار عباس الى تصميم السلطة على إعمار قطاع غزة بأقصى سرعة، لافتاً الى مشاريع كثيرة من العرب والاوروبيين واليابانيين وغيرهم لإنعاش الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار الى الاتفاق مع جميع الفصائل الفلسطينية "على أن ننتهي من المظاهر المسلحة لأن الاسرائيليين خرجوا وبالتالي لم يعد هناك حاجة لكي نستعرض ونظهر امام العالم بالصواريخ والاسلحة". وقال: "وضعنا خطة لاستغلال المستوطنات التي تستحوذ على 40 في المئة من مساحة قطاع غزة والتي كانت اسرائيل تحتجزها لستة آلاف مستوطن، اما المليون ونصف فلسطيني فهم في باقي القطاع الذي تبلغ مساحته 460 كيلومتراً تقريباً". وأضاف ان الخطة تعتمد في الاساس على ان المستوطنات جميعها ستكون للملكية والمشاريع العامة لبناء مدارس وجامعات ومستشفيات و"لا أحد يستطيع ان يقترب منها واتخذنا هذه القرارات ونقوم بتنفيذها". وقال: "سنطالب بربط قطاع غزةبالضفة الغربية حتى لا تكون غزة اولاً واخيراً وانما تكون غزة أولاً لننتقل الى الضفة الغربية". وقال عباس: "نظرنا إلى الانسحاب الاسرائيلي من غزة على انه سيحدث ولم ننظر اليه على انه مناورة ... هناك من قال لنا انها مؤامرة لا تلتفتوا اليها، وكنا نقول إن كانت مؤامرة فنحن لن نخسر شيئاً وإن كانت حقيقة فإننا سنكسب اشياء واشياء". وأضاف: "في البداية كان الحديث عن أن الاسرائيليين فعلا جادون وهذا ما قاله لنا الرئيس الاميركي جورج بوش وكان مطلوبا منا طلب واحد فقط وهو أن يتم الانسحاب بهدوء وسلاسة من دون عرقلة، وبطبيعة الحال هذه مصلحتنا الاساسية في ان يكون الخروج سلساً وهادئاً". وتابع: "كنا متوقعين خطوات اكثر من جانب اسرائيل بعد الخروج من غزة من أجل ان يشعر الناس بأن تغييراً ما قد حدث في قطاع غزة بعد ان خرج الاحتلال لكنهم دمروا كل شيء وكل ما وراءهم باستثناء 60 في المئة من الصوبات الزراعية وبعض المناطق الصناعية في شمال القطاع والتي كنا نفكر في اعادة تشغيلها ونحن بصدد هذا الامر". وأعرب الرئيس الفلسطيني عن خشيته أن يكون المشروع الاسرائيلي هو أن غزة ستكون دولة "خصوصاً انهم بدأوا يتحدثون عن معابر دولية وهي قضية تحتاج الى دراسة معمقة حولها من أجل ان يقولوا إن غزة اصبحت دولة، ولنكتف بها وبعد ذلك نتكلم عن الضفة وربما لا يتحدثون عنها". ونبه الى ان المشروع الاستيطاني الاسرائيلي مستمر يومياً في كل مكان وبخاصة في مدينة القدس كذلك الحائط العازل الذي اقترب من النهاية، معرباً عن امله في الخروج من هذا الوضع بأقل الخسائر. وقال: "ما دمنا اتفقنا على التهدئة بالإجماع الوطني يكون الرد بإجماع وطني"، مؤكداً ضرورة "ان نتحمل مسؤولية دولة امام العالم"، مشدداً في الوقت نفسه على أن الفلسطينيين لا يمكن أن يدخلوا حرباً أهلية. وصرح مصدر فلسطيني مرافق لعباس بأن الرئيس الفلسطيني تلقى دعوة رسمية لزيارة واشنطن في 20 تشرين الاول اكتوبر المقبل. وكان الرئيس المصري حسني مبارك أجرى محادثات مع عباس صرح بعدها رئيس دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية الدكتور صائب عريقات بأنها جاءت في اطار التنسيق والتعاون بين القيادتين. وأوضح أن "أبو مازن" هنأ مبارك ببدء ولايته الجديدة. وقال عريقات إن المحادثات تناولت مجموعة من القضايا، مؤكداً أن مصر تقدم مساعدات كبيرة للشعب الفلسطيني في مجالات إعادة التأهيل والتدريب. وأوضح عريقات ان الجانب الاسرائيلي هو الذي طلب تأجيل الاجتماع بين عباس ورئيس الورزاء الاسرائيلي ارييل شارون والذي كان مقرراً في الثاني من تشرين الاول اكتوبر المقبل. وحول تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي موفاز، قال عريقات إن القضية الفلسطينية لن تحلّ عسكرياً ولكن بإنهاء الاحتلال والانسحاب الى خط حزيران يونيو عام 67. وطالب عريقات بتدخل طرف ثالث كاللجنة الرباعية لتنذر الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ ما عليها من التزامات. ورداً على سؤال حول ما اذا كانت هناك اتصالات مصرية مع الجانب الاسرائيلي حيال الوضع الحالي، قال عريقات إن الجانب الفلسطيني طلب من الرئيس مبارك أن يستخدم ثقله ونفوذه مع كل الجهات. وبشأن ما يتردد عن تصرف الفصائل الفلسطينية بشكل منفرد مما يعطي انطباعاً بوجود انفلات أمني، أشار عريقات الى خطورة الوضع الذي يعطي ذرائع لاسرائيل ما ينذر بتحويل قطاع غزة الى صومال جديد وهذا ليس مع المصلحة وعلى الجميع الاحتكام الى المصالح العليا للشعب الفلسطيني.