علمت "الحياة" ان الرئيس محمود عباس طلب من الرئيس حسني مبارك في اتصال هاتفي امس "أن ترعى القاهرة حواراً فلسطينياً شاملاً يحقق المصالحة الفلسطينية"، في وقت كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان الحوار مع حركة"حماس"لن يكون مباشراً في هذه المرحلة. راجع ص5 في هذه الاثناء، يعيش قطاع غزة على وقع تهديدات اسرائيلية بشن عملية عسكرية"نوعية ومعنوية"بسبب استمرار اطلاق الصواريخ على بلدات اسرائيلية. وكانت مصر ارسلت تعزيزات أمنية مكثفة تضم 500 شرطي انتشروا على طول الحدود مع قطاع غزة ك"إجراءات تأمينية تحسباً لتداعيات الموقف"، خصوصاً امام معبر رفح حيث تجمع اكثر من 400 فلسطيني أمس في تظاهرة احتجاج رفعوا خلالها لافتات تدعو الى تشغيل المعبر وتندد بالحصار. وفيما بات متوقعاً ان ترعى مصر مساعي المصالحة الوطنية الفلسطينية بعدما طلب الرئيس عباس ذلك من مبارك، بدأت ملامح مبادرة الحوار تتضح اكثر امس، إذ قال مسؤول فلسطيني بارز ل"الحياة"ان الرئيس عباس يبحث عن راع عربي للعب الدور المركزي في الحوار، موضحاً ان"فتح"و"حماس"لن تجلسا معاً على طاولة المفاوضات في هذه المرحلة، وان الحوار سيكون بين الطرف العربي من جهة، و"حماس"من الجهة الثانية. وقال ان الطرف العربي سيبحث مع"حماس"كيفية التراجع عن"الانقلاب"في غزة، كما سيلعب دوراً أساسياً في اعادة بناء اجهزة الامن على أسس مهنية بعيدة عن الحزبية، مضيفاً ان الحوار سيبدأ عملياً عندما تبدي"حماس"استعداداً لتسليم اجهزة الامن في قطاع غزة الى الطرف العربي. وكانت وكالة"فرانس برس"نقلت عن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حصلت اول من امس من عباس على تأكيدات بأن"الشروط المسبقة لأي حوار مع حماس لم تتغير". في غضون ذلك، تتجه اسرائيل الى شن عملية عسكرية في قطاع غزة تسبق التوصل الى اتفاق تهدئة تتوسط فيه مصر. وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت غداة مقتل اسرائيلي بشظايا صاروخ أُطلق من غزة، انه وفقاً للمعطيات المتوافرة"ترجح كفة عملية عسكرية قوية". اما وزير الدفاع ايهود باراك، فقال ان الضربة العسكرية باتت"وشيكة جدا وقد تسبق اتفاق التهدئة". وأفادت الإذاعة الاسرائيلية ان الحكومة الأمنية المصغرة ستعقد اجتماعاً لها الثلثاء المقبل"لبحث الوضع في غزة بهدف اتخاذ قرارات حاسمة"، في حين توقعت تقارير إعلامية متطابقة"عمليات نوعية ومعنوية تلقن حماس درساً وترغمها على قبول الشروط الإسرائيلية للتهدئة". وحسب تقديرات أوساط أمنية، فإن العملية العسكرية لن تشن قبل انتهاء زيارة رايس لإسرائيل منتصف الشهر، ثم زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي بعد أسبوع، ثم خروج المدارس في عطلتها الصيفية أواخر الشهر.