دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، المشاركين في افتتاح قمة الأمن الغذائي، التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة فاو، في روما إلى"تحقيق اكبر قدر ممكن من الإجماع الدولي حول الوقود الحيوي"الذي يعتبر من عوامل ارتفاع أسعار مواد الغذاء. وقال:"أمامنا فرصة تاريخية لإنعاش الزراعة". وشدد على"ضرورة أن يركّز المجتمع الدولي على العمل أكثر من الكلام"ملمّحاً إلى التحذيرات التي كانت نادت بها منظمات دولية، وبخاصة وكالات الأممالمتحدة العاملة في أطر الأغذية والصحة ومكافحة الفقر، لكن من دون أن توليها الحكومات، لا سيّما الغنية، الاهتمام الضروري. وعرض مبادئ"إطار للتحرك الشامل"أعدته خلية الأزمة التي أنشئت قبل شهر، وتضم رؤساء وكالات الأممالمتحدة والمؤسسات الاقتصادية الدولية, ولفت إلى أن الإنتاج الغذائي يجب أن"يزيد خمسين في المئة بحلول 2030"من أجل التصدي للفقر في العالم. وافتتح قادة العالم قمة الغذاء العالمية وسط مناشدة من البنك الدولي ووكالات إنسانية، بالتحرك للحد من ارتفاع الأسعار التي تهدد بزيادة 100 مليون شخص الى جياع العالم. وقال الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، في كلمته الافتتاحية:"أُخذ الرأيُ العام العالمي على حين غرة بتفجر سريع لسلسلة من الأحداث أثّرت على الغذاء ونتج منها زيادة سريعة وكبيرة في أسعار المواد الغذائية." وأكد رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني، الذي يترأس القمة، أنه سيطرح على اجتماع المجلس الأوروبي المقبل فكرة تتضمن عدم إدراج ما تقدمّه الدول الغنية من مساعدات إلى الدول النامية والفقيرة، حتى لا تؤثر المساعدات على معدلات التضخّم في الغرب، وهي بدأت تتسارع بشكل كبير بسبب الارتفاع المطّرد لأسعار الوقود والمواد الغذائية. وناشد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو جاك ضيوف، قادة العالم من تأمين 30 بليون دولار في السنة للانطلاق من جديد بقطاع الزراعة وتفادي أخطار نشوب صراعات حول الغذاء. وألقى كلمة في افتتاح القمة جاء فيها"ان العالم أنفق 1.200 بليون دولار على الأسلحة في 2006، في حين أن الأغذية التي بُدّدت في بلد واحد كلفت 100 بليون دولار، وبلغت تكلفة الإفراط في الاستهلاك من جانب البدناء في العالم 20 مبليوناً"پ وتساءل ضيوف:"كيف يمكننا إزاء هذه الحقائق أن نفسر للعقلاء والمؤمنين من الناس، أنه لم يكن في الإمكان تأمين 30 بليون دولار في السنة لتمكين 862 مليون إنسان جائع من التمتع بأهم الحقوق الأساسية للإنسان ألا وهو"الحق في الغذاء"ما يعني أيضا"الحق في الحياة". وأضاف:"إنها الموارد في هذا النظام الضخم التي يمكن أن تخفف بالتأكيد من حدة النزاعات بشأن الغذاء". وأعلن"أن الحل التركيبي لمشكلة الأمن الغذائي في العالم يكمن في زيادة الإنتاج ورفع مستوى الإنتاجية في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض"وأن الأمر يتطلب"حلولاً متجددة وخيالية"بما في ذلك عقد"اتفاقات للشراكة بين البلدان التي تملك موارد مالية وقدرات إدارية وتكنولوجيا، وبلدان تتوافر لديها أراضٍ زراعية ومياه وموارد بشرية". ويناقش المشاركون في المحادثات التي تستمر ثلاثة أيام، قضايا مثل المعونة والتجارة والتكنولوجيا اللازمة لتحسين المحاصيل الزراعية، ومواضيع عدة من بينها التخفيف من الإنتاج الزراعي لاستخراج الوقود، الذي أثّر سلباً على مخزون المواد الغذائية وانتقص من غلالها. واتهم نشطاء في حملة مكافحة الجوع، الوقود الحيوي الذي يصنع في الغالب من محاصيل زراعية في التسبب بالأزمة.