برر الجيش الأميركي تأجيل مراسم نقل الملف الأمني الى السلطات العراقية في الأنبار بتوقع هبوب عواصف ترابية تحول دون انتقال المسؤولين العراقيين من بغداد الى المحافظة التي شهدت انتكاسة أمنية كبيرة الخميس، عندما فجر انتحاري نفسه وسط اجتماع للعشائر والقوات الاميركية، فيما قال محافظ الموصل ان نقص الاستعدادات والتجهيزات العسكرية التي رافقت عملية"ام الربيعين"أدى الى تراجع الوضع الأمني، بعد هدوء استمر أسابيع. وجاء في بيان للجيش الأميركي أمس ان"مراسم نقل السلطة في محافظة الانبار تم تأجيلها بسبب توقع رياح قوية وعواصف ترابية في المحافظة اليوم". ولم يحدد موعداً جديداً لإقامة المراسم. وكان انتحاري يرتدي ملابس الشرطة في بلدة الكرمة التابعة للفلوجة 50 كلم غرب بغداد فجر نفسه وسط اجتماع لوجهاء المدينة وأعضاء مجلس"الصحوة"، ما أدى الى مقتل 20 شخصاً، معظمهم من زعماء العشائر وجرح عشرات آخرين، بالإضافة الى مقتل جنود أميركيين، فيما أعلنت أمس وفاة عضو مجلس المحافظة كمال الحلبوسي متأثراً بجروحه جراء الحادث في مستشفى الفلوجة. وقال رئيس مجلس محافظة الانبار عبدالسلام العاني، في اتصال مع"الحياة"ان"تسليم الملف الأمني قد يؤدي الى مشاكل لاحقة بسبب الوضع الذي تمر به المدينة حالياً". ولم يشر الى احتمال عودة الجيش الأميركي عن قراره بعد حادثة الخميس، وقال ان القوات الأميركية"لن تغادر المدينة بعد تسليم الملف للعراقيين وستبقى لمدة لاحقة في معسكر"السيماك"الذي يضم ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي". واكد العاني ان المدينة تعيش حال صراع بين"الحزب الإسلامي"وعناصر"الصحوة"، فضلاً عن الخروقات الأمنية التي وقعت في الآونة الأخيرة في الفلوجة التي شهدت خمس عمليات تفجير كبيرة، بينها ثلاث انتحارية خلال الشهرين الماضيين. الى ذلك، قال عضو"مجلس إنقاذ الانبار"حميد الهايس ل"الحياة"إن استقرار المدينة"مرهون بالانتخابات المقبلة التي ستعيد تقسيم النفوذ بشكل عادل بين كل الاطراف". واعترف اللواء عبدالكريم خلف، مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية، بوجود مشاكل في الانبار. وقال ل"الحياة"انها"تتمثل بعودة"القاعدة"الى نشاطها في بعض الأقضية والنواحي البعيدة عن المدينة، لا سيما في الفلوجة"، التي اعتبرها مركزاً للتوتر في الانبار، فضلا عن الخروقات في الأجهزة الأمنية. وأوضح ان"استتباب الأمن في الأنبار يتطلب إجراء عمليات تطهير واسعة للأجهزة الأمنية هناك ورفد المحافظة بقوات إضافية". وتضم مدينة الأنبار أكثر من خمسة آلاف مقاتل من عناصر"الصحوة"و3500 شرطي يتوزعون على أقضيتها ونواحيها. وكان المحافظ مأمون سامي رشيد، أعلن قبل أيام عن يوم السبت موعداً لتسلم الملف الأمني من القوات الأميركية، لتصبح الأنبار المحافظة العاشرة التي تنقل مسؤوليتها الأمنية الى القوات العراقية منذ عام 2003. في هذا الوقت، قال محافظ الموصل التي شهدت هجوما بسيارة مفخخة استهدفه شخصياً وأدى الى قتل 17 شخصاً وجرح 62 آخرين إن"نقص الإمكانات العسكرية التي صاحبت الحملة الأمنية أدى الى عودة نشاط خلايا تنظيم القاعدة النائمة". واكد ل"الحياة"طلب إرسال المزيد من التعزيزات لمواجهة التدهور الأمني.