دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عشائر الأنبار إلى تحضير قوائم بأسماء متطوعين من أبنائها للانضمام إلى قوة قوامها 10 آلاف مقاتل ستشرف الولاياتالمتحدة على تدريبهم خلال أسابيع، وسط مخاوف من انقسامات بسبب التنافس على ترشيح المتطوعين. الى ذلك، قالت مصادر أمنية إن تنظيم «داعش» نقل المئات من مسلحيه من الموصل الى الأنبار لتعزيز حضوره في المحافظة التي تشهد استعدادات الجيش و «الحشد الشعبي» للهجوم على مدينتي الفلوجة والرمادي. وقال الناطق باسم رئيس رئيس البرلمان عماد الخفاجي في بيان أمس، إن الجبوري «أجرى اتصالات مع القيادات المحلية وشيوخ العشائر في محافظة الأنبار وطلب منهم إعداد قوائم بأسماء المتطوعين والمستعدين لحمل السلاح من أهالي المحافظة للمشاركة في تحريرها من داعش، وهو يتوقع أن يصل العدد إلى 10 آلاف مقاتل سيتم تدريبهم في قاعدة التقدم في الحبانية، بناء على الاتفاق والوعود التي قطعتها له الإدارة الأميركية، وتتم العملية بالتنسيق مع الحكومة المركزية». وزار الجبوري الولاياتالمتحدة في 8 الشهر الجاري، حيث التقى الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن ووزير الدفاع آشتون كارتر، إضافة إلى مسؤولين كبار في الكونغرس. وقال بعد انتهاء الزيارة إن ملف الحرب على «داعش» بات ضاغطاً حتى على البيت الأبيض، وأوضح أن محادثاته في واشنطن «تركزت على الملف الأمني والملف الإنساني والمصالحة الوطنية». وحذر أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار، من بوادر انقسامات بين عشائر المحافظة بسبب المتطوعين، وقال ل «الحياة» إن «هناك عدداً من العشائر حصل على دعم وتزكية من الحكومة ومجلس المحافظة ويريد احتكار الجهود لمحاربة داعش والمتطوعين في صفوف القوات الأمنية». وأضاف أن «محاولات إبعاد عشائر لم تستطع مجابهة داعش من المشهد الأمني في المحافظة لن يحل المشكلة وسيخلق انقسامات وثأرات»، وشدد على ضرورة إشراك الجميع في الملف الأمني. ميدانياً، قالت مصادر أمنية إن أرتالاً من العربات العسكرية التابعة ل «داعش» دخلت الأنبار قادمة من الموصل لتعزيز صفوف التنظيم في الرمادي، حيث يتحشد آلاف المقاتلين من الجيش و «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر للهجوم لتحرير المدينة. وأوضحت أن «الأرتال رفعت الأعلام الوطنية للتمويه وتجنب تعرضها للقصف الجوي أو هجمات الجيش». وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس، إن «قوة من فرقة المشاة الآلية الثامنة التابعة لقيادة عمليات الأنبار، رصدت حركة عربات تحمل مجموعات من الإرهابين من جهة منطقة الفلاحات، شمال الفلوجة، وتم إطلاق النار عليها، ما أدى إلى تدمير قاعدة إطلاق صواريخ وعدد من الآليات وقتل 4 مسلحين». وأضاف البيان أن «القوة الموجودة في تقاطع السلام في الأنبار صدت هجوماً إرهابياً على المنطقة باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والهاونات، ما أدى إلى إلحاق الهزيمة بهم وقتل 5 إرهابيين». من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في بيان أمس، أن «خلية الصقور رصدت اجتماعاً لقادة داعش في مدينة القائم غرب الأنبار وقصفت التجمع، ما أسفر عن قتل 26 إرهابياً وجرح ستة آخرين». وأضاف أن «الخلية رصدت اجتماعاً قيادياً في القائم للتنسيق في نقل إرهابيين إلى مناطق الفلوجة، وبعد مراقبة دقيقة انطلقت طائرات القوة الجوية ليل السبت- الأحد لتدك المقر المذكور بضربة مباشرة». وأعلن مجلس محافظة الأنبار في بيان أمس، أن «تنظيم داعش قام بإجبار الأسر في المناطق الخاضعة لسيطرته على دفع مبلغ مليون دينار، للخروج منها الى مناطق أخرى أكثر أمناً واستقراراً». وأضاف أن «عشرات العائلات دفعت المبلغ وخرجت من الفلوجة ووصلت أمس إلى قضاء العامرية»، وأشار إلى أن «عشرات الآلاف من الأسر محاصرة الآن في مدن الأنبار التي يسيطر عليها داعش».