قارن مسؤول عسكري أميركي حركة "طالبان" في أفغانستان بمتمردي حركة "فارك" في كولومبيا، وقال إن كلاهما يستخدم أموال المخدرات لشراء أسلحة. وقال ريتشارد دوغلاس، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون مكافحة المخدرات والحد من التسلح والتهديدات العالمية، إن تجارة المخدرات تدر مئات ملايين الدولارات في أفغانستان"بحسب تقديرات متحفظة". وأضاف في مقابلة مع"الحياة"في لندن:"إذا نظرت إلى خريطة أمنية في افغانستان، تجد أن مشكلة المخدرات موجودة في الأماكن التي تعاني مشاكل أمنية، وتحديداً في مناطق نشاط طالبان التي اكتشفت، على ما يبدو، قيمة أموال المخدرات، مثلما حصل مع"فارك"تنظيم"القوات المسلحة الثورية"الماركسي في كولومبيا. وهذه المشكلة تتركز خصوصاً في جنوبافغانستان، في هلمند وقندهار". وسألته"الحياة"عن أن المشكلة لا تنحصر في الجنوب الأفغاني، حيث نفوذ"طالبان"، بل هي منتشرة في ولايات الشمال والشرق، فرد:"كانت هناك مشكلة في الشمال، لكن الأوضاع تتحسن. وحتى الأممالمتحدة تُقر الآن بأن معظم الشمال صار خالياً من الأفيون، وأن الوضع في المناطق التي كانت تعاني من هذه الزراعة صار الآن ثابتاً أو يتراجع. وفي ننغرهار شرق أفغانستان كانت هناك مشكلة، لكن الولاية شهدت تحولاً جذرياً نتيجة عوامل عدة، بينها أن حاكم الولاية قرر أن ولايته ستكون خالية من الأفيون". وأسف لأن أفغانستان التي كانت تُعرف بأنها"سلة الخبز لآسيا الوسطى"صارت تعاني الآن من الجوع في فصل الشتاء"لأن حقولها، بدل أن تكون مزروعة بالقمح، تكون مزروعة بالخشخاش". وقال إن البريطانيين الذين يتولون قيادة مكافحة المخدرات في أفغانستان"لا يتلقون ما يستحقون من إشادة نتيجة عملهم. القادة البريطانيون يعرفون أن مشكلة المخدرات في أفغانستان هي أيضاً مشكلة أوروبية، لأن الأفيون سيجد طريقه في النهاية إلى ضفاف نهر التايمز هنا". لكنه أقر بأن كانت هناك"اختلافات بين الأميركيين والبريطانيين في الطريقة الأمثل للتعاطي مع مشكلة المخدرات في أفغانستان. لكن ما يهم ليس طريقتنا أو طريقة البريطانيين، بل الطريقة التي يقررها الأفغان أنفسهم. ففي نهاية المطاف، الرئيس حامد كارزاي هو من يقرر وليس نحن". وسُئل دوغلاس، وهو ضابط احتياطي في استخبارات البحرية الأميركية، عن الدليل على مزاعمه ضد"طالبان"في شأن الاتجار بالمخدرات، علماً أن هذه الحركة كانت، باعتراف الأممالمتحدة، أزالت تماماً حقول الأفيون في السنة الأخيرة من توليها الحكم، فأجاب:"هذا سؤال الإجابة عنه صعبة. فالمنظمات التي تتاجر بالمخدرات لا تنشر تقارير سنوية عن أعمالها، ولا تقدم تقارير مالية بمداخيلها. لكن يمكنني القول إن المسؤولين الأفغان المعنيين بهذا الموضوع يؤكدون أن طالبان تستخدم أموال المخدرات لشراء أسلحة. جميع مسؤولي وزارة الدفاع الأفغانية، وقسم مكافحة المخدرات في الشرطة، وشرطة الحدود يقولون إن ليس هناك أي شك لديهم بأن طالبان تستخدم أموال المخدرات لشراء اسلحة. لكن من الصعب عليّ أن اشير بإصبعي إلى حادثة معينة وأقول إنها دليل لا يُدحض على تورط طالبان في استخدام المخدرات لشراء اسلحة". وقال إن طريقة تهريب المخدرات من أفغانستان تتم إما عبر الحدود الباكستانية إلى الشرق والجنوب أو الإيرانية غرباً أو شمالاً عبر الحدود الى آسيا الوسطى. وتابع أن التقديرات لحجم عائدات المخدرات في أفغانستان"تضع الرقم بمئات ملايين الدولارات. وربما كان هذا الرقم تقديرات متحفظة. فلقد رأيت تقديرات لقيمة الحشيشة التي صودرت قبل أيام في سبين بولداك قرب الحدود الباكستانية مع ولاية قندهار بأنها بين مئة مليون و150 مليون دولار"، وكان يشير إلى كمية تُقدّر ب 250 طناً من الحشيشة صادرتها الشرطة الأفغانية من مهربين.