كابول، بروكسيل - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - نجا طوريالاي ويسا، حاكم ولاية قندهار مهد حركة «طالبان» جنوبافغانستان، من محاولة اغتيال نفذت عبر تفجير قنبلة زرعت على جانب طريق أمس، وأدت الى جرح شرطي. وأعلن زلماي ايوبي الناطق باسم الحاكم ان موكب ويسا تعرض لاعتداء لدى توجهه صباحاً الى مسجد للمشاركة في صلاة عيد الاضحى المبارك. و «هشمت القنبلة نافذة سيارته، لكنه لم يصب بأذى وتبع طريقه الى المسجد». ولم تتبنَ اي جهة مسؤولية الهجوم، لكن مسلحي «طالبان» ينشطون في الولاية التي تتمركز فيها قوات كندية وأخرى كندية قدمت هذه السنة، لكن معظمهم موجودون خارج المدينة التي شهدت تصاعداً في نفوذ المتشددين في الأعوام الأخيرة. في غضون ذلك، توعد زعيم الحزب الاسلامي المتمرد المتحالف مع «طالبان» قلب الدين حكمتيار، في رسالة نشرت بلغة البشتون في مناسبة عيد الاضحى، بأن تتواصل الحرب في افغانستان حتى «رحيل الغزاة» وتشكيل حكومة اسلامية. وقال: «تواجه القوات الاميركية الفشل، وتعترف بأنها لا تستطيع دحر المقاومة، فيما تؤكد الحكومة الافغانية وحلفاؤها الاجانب ان مناطق كثيرة خارجة عن سيطرتها». ودعا الرئيس الافغاني حميد كارزاي مجدداً حركة «طالبان» في أول أيام عيد الاضحى الى الانضمام الى مسيرة السلام والاستقرار والرخاء، علماً انه كان لفت في خطاب تنصيبه لولاية رئاسية ثانية لمدة خمس سنوات الاسبوع الماضي الى امكان دعوة المتمردين لحضور اجتماع المجلس الاعلى للقبائل (لويا جيركا) العام المقبل. وقال: «لن أتخلى عن هذا الصراع. أتمنى أن يدرك الملا محمد عمر (زعيم طالبان) وغيره في الحركة أن الامر ضرورة قومية من أجل السلام والاستقرار»، علماً ان الملا عمر رفض في بيان نادر نشر الاربعاء الماضي إجراء أي حوار، داعياً الافغان إلى قطع صلاتهم مع حكومتهم «الذليلة». وتربط «طالبان» اجراءها محادثات مع الحكومة بانسحاب القوات الاجنبية من البلاد، علماً ان الولاياتالمتحدة تؤيد تواصل كابول مع المتشددين. كذلك، وجه الرئيس الافغاني نداءً جديداً الى خصومه الرئيسيين في الانتخابات الاخيرة التي شابتها فضائح تزوير، وفي مقدمهم وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله. وقال: «اجدد شكري للمرشحين الذين خاضوا الانتخابات وأذكرهم بأن افغانستان بلادنا جميعاً. لقد تحدث الدكتور عبدالله كثيراً عن التغيير والاصلاح في حملته الانتخابية، وأتمنى ان ينضم مع اخواننا وأخواتنا للمساهمة في تطوير بلادنا وتحسين أحوالها». مساعدات «الأطلسي» وفيما يتوقع أن يعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما الاسبوع المقبل إرسال عشرات الآلاف من القوات الاضافية لمحاربة المتمردين، اعلن مصدر عسكري في الحلف الاطلسي (ناتو) ان حلفاء الولاياتالمتحدة سيعلنون ارسال تعزيزات الى افغانستان تتراوح بين اربعة وخمسة آلاف جندي، فور تأكيد اوباما ان بلاده سترسل عشرات آلاف من الجنود الى هذا البلد. وأوضح المسؤول ان الدول الاوروبية في الحلف ستبقي في مرحلة اولى 1500 جندي على الاقل من القوات التي ارسلتها موقتاً لتعزيز امن الانتخابات الافغانية، وبينها 400 جندي بريطاني و220 المانياً و450 اسبانياً. وشددت واشنطن لدى روما على ضرورة ان تقوم ايطاليا بالمثل، في حين بدأ بين 400 الى 500 عسكري ايطالي ارسلوا لتعزيز امن الانتخابات الرئاسية الانسحاب من افغانستان. وأجرى اوباما اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي يؤيد في الاساس عودة هؤلاء الجنود، كي يطلب منه بذل هذا المجهود. كما اتصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بنظيرها الايطالي فرانكو فراتيني للتحدث معه في شأن «المساهمة الايطالية» لمواجهة خطر «طالبان» المتزايد. ميدانياً، عثرت قوات الحلف الأطلسي على مروحية أجنبية من طراز (ام اي-8) تحطمت لدى تنفيذها مهمة نقل امدادات وتموين شرق افغانستان الاثنين الماضي. وأحجمت شركة «سوبريم غلوبال سرفسيز» للامداد والتموين التي تتخذ من هولندا مقراً لها عن توضيح ظروف سقوط المروحية وسقوط خسائر بشرية. وقال دين محمد درويش، الناطق باسم حاكم ولاية لوغار جنوبكابول إن المروحية هبطت اضطرارياً في منطقة خاروار النائية في الولاية. على صعيد آخر، اعلن غولاب مانجال حاكم ولاية هلمند، الاكبر في زراعة الأفيون في أفغانستان والجبهة الاكثر عنفاً في الحرب الأفغانية ان السلطات تريد خفض زراعة الافيون بنسبة الى اقل من 50 في المئة هذه السنة»، مؤكداً وجود صلة قوية بين زراعة الأفيون و «طالبان»، باعتبار ان «تجار المخدرات يساعدون طالبان على شراء اسلحة وذخيرة لهم». وأضاف: «يرسل لنا الغرب مساعدات وأبناءهم ليضحوا بأرواحهم، ونحن نبعث اليهم بالأفيون. يجب أن نكون ممتنين وأن نستغل مواردهم استغلالاً أفضل». وتقول منظمة الأممالمتحدة إن هكتاراً مزروعاً بالأفيون في افغانستان يدر قيمة نقدية تعادل ثلاثة أضعاف ما تدره المساحة ذاتها من الأرض المزروعة بالقمح هذه السنة، في مقابل 27 ضعفاً قبل بضع سنوات. ويتوقع خبراء بريطانيون تلاشي الميزة الاقتصادية لإنتاج الأفيون بالكامل في المستقبل، لكن مزارعي هلمند أنتجوا هذه السنة محاصيل قياسية وصلت الى اكثر من نصف إنتاج العالم من الأفيون. ويأمل مانجال وداعمون أميركيون وبريطانيون أن يزرع الفلاحون القمح بدلاً من المخدرات، علماً ان بريطانيا أنفقت 15 مليون دولار لتوفير بذور القمح لنحو 70 ألف مزارع في العامين الاخيرين. وتوفر خطة جديدة للمزارعين حبوباً بجزء يسير من سعر السوق، فضلاً عن سماد ومساعدات فنية، لكن نقل القمح في هلمند ليس سهلاً، بعدما تعرضت سيارات عدة لمكامن وتفجيرات، وتحطمت على الطرق الوعرة او اختفت من دون أثر. وقال مزارع طلب عدم نشر اسمه: «تجبرنا طالبان على زراعة الافيون، واذا كانت هناك اي عناصر من طالبان في المنطقة فلن يجرؤ أحد على زراعة القمح».