سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعهد رداً متشدداً ضد إيران وحدد شروط السلام بدولة فلسطينية والقدس عاصمة لدولتين واخراج المستوطنين من الضفة . ساركوزي يعرض الوساطة في العملية السلمية ويؤكد نيته زيارة دمشق إذا تحققت 3 شروط
ابدى الرئيس نيكولا ساركوزي في خطاب ألقاه امام الكنيست امس استعداد بلاده للمساعدة في التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل. لكنه دعا الدولة العبرية الى "وقف النشاط الاستيطاني" واخراج المستوطنين من الضفة الغربية، مؤكدا انه لا يمكن احلال السلام من دون الاعتراف بالقدس عاصمة للدولتين. وكرر ان أمن اسرائيل لن يتحقق من دون اقامة دولة فلسطينية، مشددا في الوقت نفسه على ان الدولة العبرية لا تقف وحدها في مواجهة ما اسماه البرنامج النووي العسكري الايراني الذي يستدعي ردا متشددا. راجع ص 5 وعلى هامش الزيارة، اكد الرئيس الفرنسي احتمال قيامه بزيارة لدمشق "إذا تمت الأمور بشكل جيد في باريس خلال القمة المتوسطية، وإذا كانت دمشق فتحت سفارة في لبنان، وإذا تم تطور ايجابي على المفاوضات بين إسرائيل وسورية". الا ان مصدرا رفيعا في الرئاسة الفرنسية استبعد أن تتم مثل هذه الزيارة في آب اغسطس المقبل، كما ذكر سابقا. وقوبل الخطاب الذي القاه ساركوزي امام الكنيست بحفاوة بالغة، اذ قاطعه النواب بالتصفيق مرات عدة، فيما اولت وسائل الاعلام اهتماما خاصا بزوجته كارلا بروني وجمالها واناقتها. وفي الخطاب، عدد ساركوزي الشروط الضرورية لتحريك "آمال السلام"، قائلا: "لا يمكن ضمان امن اسرائيل فعلا الا حين نرى اخيرا الى جانبها دولة فلسطينية مستقلة وحديثة وديموقراطية وقابلة للاستمرار". واضاف: "لا يمكن احلال السلام من دون وقف الاستيطان... ومن دون حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين... او من دون الاعتراف بالقدس عاصمة للدولتين". وحض على الموافقة على اقتراح بمغادرة المستوطنين الضفة في مقابل الحصول على تعويضات ومنازل في اسرائيل. كما دعا الفلسطينيين الى "مقاومة الارهاب"، وعرض على الطرفين، قبل اسبوع من تولي بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي، مساهمة فرنسا واوروبا في جهود السلام، وقال: "يجب ان تعلموا ان في وسعكم الاعتماد على اوروبا لمساعدتكم في التقدم نحو اتفاق نهائي"، مضيفاً ان "فرنسا مستعدة لاعطاء ضمانها، مستعدة لتعبئة خدماتها الديبلوماسية ومواردها وجنودها". في غضون ذلك، نقل مصدر في الرئاسة الفرنسية عن ساركوزي رغبته في المساهمة في عقد لقاء بين الرئيس بشار الاسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت، باعتباره لقاء ضروريا جداً. ولمح المسؤول إلى أن ساركوزي يبذل جهودا لانجاح المحادثات في باريس، ونقل عنه إنها ستكون المرة الأولى التي تجلس فيها إسرائيل على طاولة نفسها مع الدول العربية. وكشف أن الرئيس شمعون بيريز قال لساركوزي إنه فعل خيرا بدعوته سورية للمشاركة في القمة المتوسطية. ونقل المسؤول في القصر الرئاسي عن ساركوزي تأكيده أنه ملتزم، كما قال في بيروت، الذهاب إلى النهاية في المحكمة الدولية للبحث عن قاتلي رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري، وأن المسار جار، مؤكدا أن ساركوزي أثار مع المسؤولين الإسرائيليين قضية مزارع شبعا، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل، مكتفياً بالقول إن الجانب الإسرائيلي يرى جيداً النقاط التي ينبغي أن تبذل جهود فيها. وبحسب المسؤول، رأى ساركوزي أن إسرائيل على حق في التفاوض مع سورية، وهو لا يتفهم من انتقد دعوته إلى الأسد لحضور القمة المتوسطية بعد ان تم انتخاب رئيس في لبنان، وبعد أن بدأت سورية مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل. واعترف ساركوزي أن هنالك مشكلة حقوق انسان في سورية، قائلاً إنه إذا نظمت قمة المتوسط على اساس "حقوق الانسان، فينبغي عدم دعوة سورية"، لكن بما ان سورية جزء من المتوسط، فلا يمكن تجاهلها. وعن نتيجة محادثات ساركوزي مع أولمرت في الملف الفلسطيني - الاسرائيلي، قال المصدر إن الرئيس الفرنسي يريد لأوروبا استعادة موقعها في الشرق الأوسط، وأن لفرنسا ما تقوله، وانه تناول بصراحة تامة مع محاوريه الإسرائيليين قضايا الاستيطان واغلاق المدن الفلسطينية، مؤكداً لهم أنه لا يمكن المساومة على أمن إسرائيل. ونقل المصدر عن ساركوزي قوله انه مقتنع منذ زمن بعيد ان عظمة القدس هي في تنوعها، وما لم يتم الاعتراف بذلك لن يمكن ايجاد حل، لذلك أكد في خطابه أمام الكنيست على ضرورة الموافقة على ان تكون القدس عاصمة للدولتين. واضاف انه اكد قناعته بأن المسؤولين الاسرائيليين مدركين ان صنع السلام لن يتم من دون طرح المشاكل الاساسية كالقدس والاستيطان، وبأن التحاور مع سورية يمكن ان يؤدي الى فك تضامنها مع ايران المسيء الى المنطقة.