أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أثناء حفل عشاء رسمي أقامه على شرفه نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز، عن أمله في أن يكون القرن ال21 قرن السلام لإسرائيل ولجميع سكان المنطقة. وقال ساركوزي في كلمة ألقاها أثناء العشاء إن القرن العشرين شهد ولادة (دولة إسرائيل, وقرن كفاحها من أجل بقائها، وقرن نضالها المتواصل من أجل الحفاظ على أمنها. نحن اليوم في القرن ال21, أيها الأصدقاء الأعزاء, ولا بد أن يكون قرن السلام لإسرائيل ولجميع سكان المنطقة). وتابع (يا أصدقائي الأعزاء في إسرائيل، أنتم أقوياء وأكثر قوة مما تعتقدون, وعندما تكون قويا فلا بد من مد اليد, لأن الأقوى هو دائما الذي يمد اليد في البداية، والأضعف هو الذي يرد اليد الممدودة). وأضاف الرئيس الفرنسي (اليوم أسمح لنفسي بأن أقول من أعماق قلبي لدولة إسرائيل هذه التي دعمتها على الدوام وسأواصل دعمها، إن الوقت حان لمد اليد وإن هذه اليد تبقى أقل ألما من الحرب التي تتواصل). وسبق هذه الكلمة خطاب غلب عليه تأييد إسرائيل, قال فيه ساركوزي إن السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لن يتحقق من دون إيجاد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالقدس عاصمة لدولتين. ووصف ساركوزي في خطابه الذي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي في القدس, إسرائيل بأنها ملجأ لكل يهودي وأنها تمثل قيما عالمية في العدل والرغبة في العيش بسلام, حسب تعبيره. وعدد الرئيس الفرنسي أمام الكنيست الذي غص بالحضور, الشروط الضرورية في نظره لتحريك آمال السلام, مؤكدا أن (من حق الشعب الإسرائيلي كسائر الشعوب العيش بأمان في حدود مضمونة ومعترف بها، وفرنسا لن تساوم أبدا على أمن إسرائيل). لكنه أكد أن (أمن إسرائيل لن يضمن فعليا إلا حين تقوم دولة فلسطينية مستقلة حديثة ديمقراطية وقابلة للعيش). كما شدد على أهمية وقف الاستيطان -بما فيه منطقة القدسالشرقية- من أجل إحلال السلام. وقال (لا يمكن تحقيق السلام إن لم يقاوم الفلسطينيون أنفسهم الإرهاب, ولا يمكن تحقيق السلام بدون حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, ولا يمكن تحقيق السلام بدون الاعتراف بالقدس عاصمة للدولتين). وطرح ساركوزي نفسه وسيط سلام محتملا في الشرق الأوسط, وأبدى استعداده للمساعدة في التوصل لاتفاق ولتعبئة القوات الفرنسية إذا دعت الضرورة. ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بالرئيس الفرنسي, لكنه قال إن تل أبيب لا تتفق في وجهات النظر دائما بشأن كل التفاصيل المتعلقة بوقف الاستيطان. من جهته قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية إن محمود عباس أشاد بخطاب الرئيس الفرنسي وخاصة موقفه من قضيتي الاستيطان والقدس. وتطرق ساركوزي إلى ملف إيران النووي, وقال إن امتلاك طهران لسلاح نووي غير مقبول, وستعمل فرنسا على قطع الطريق أمام كل الذين يدعون لتدمير الدولة العبرية. وتابع أن باريس مصممة على المضي مع شركائها في سياسة تزاوج ما بين عقوبات متزايدة الشدة وصولا إلى الانفتاح إذا اختارت طهران الالتزام بواجباتها الدولية. كما أعرب ساركوزي عن الأمل في أن يبعث مشروع الاتحاد المتوسطي الذي يعتزم إطلاقه في 13 يوليو/تموز المقبل أثناء قمة باريس، على (توقف أطفال المتوسط ذات يوم عن كره بعضهم وعن السعي منذ ولادتهم للانتقام لمآسي آبائهم). وساركوزي هو أول رئيس فرنسي يلقي كلمة أمام الكنيست منذ أن اعتلى الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران منبره عام 1982 وقال فيه (أطلب منكم أن تثقوا بنا لأننا نود مساعدتكم). واستقبل ساركوزي شخصيات فلسطينية من القدسالشرقية وأسرة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وندد بأسره وشدد على أهمية إطلاق سراحه. وقبل إلقاء كلمته في الكنيست، زار ساركوزي مع زوجته كارلا بروني والوفد المرافق له نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة. وسيبقى الرئيس الفرنسية في إسرائيل ثلاثة أيام.