بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى إسرائيل بإدانة هجوم وصف ب(العنصري) استهدف في باريس يهوديا فرنسيا يعتمر القلنسوة اليهودية, أوسعه شبان مسلحون بقضبان حديدية ضربا إلى أن دخل في غيبوبة. وأكد ساركوزي محاربة كل أشكال العنصرية ومعاداة السامية في فرنسا, قبيل طيرانه إلى تل أبيب حيث استقبله الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء إيهود أولمرت. ووصف ساركوزي نفسه بأنه كان دوما صديقا لإسرائيل, لكنه قال إن أمنها يتوقف على قيام دولة فلسطينية, ودعاها في لقاء مع بيريز إلى أن تركب بعض الأخطار لتعيش بسلام. وامتدح بيريز العلاقات الإسرائيلية الفرنسية وقال إن (إسهام فرنسا في إنشاء دولة إسرائيل لم يكن منبعه شعورا انتهازيا, لكن حرّكته أنبل القيم الإنسانية). ولعبت فرنسا -التي يوجد فيها 600 ألف يهودي- دورا أساسيا في بناء المشروع النووي الإسرائيلي، لكن علاقاتها بإسرائيل بهتت بعد حرب 1967, وظل ينظر إليها إسرائيليا على أنها مؤيدة للعرب. واسترجعت العلاقات بعض زخمها مع انتخاب ساركوزي الذي تعهد بإحداث قطيعة مع أساليب سلفه جاك شيراك الذي اشتكى في زيارة إلى القدس في 1996 مضايقة الأمن الإسرائيلي له وهدد بقطع زيارته. وتشمل زيارة ساركوزي -وهي زيارة الدولة الثانية لرئيس فرنسي إلى إسرائيل بعد فرانسوا ميتران عام 1982- خطابا في الكنيست. كما تشمل زيارة إلى متحف (ياد فاشم) لضحايا الهولوكوست, ولقاء بعائلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية, وأخيرا توقفا سريعا الثلاثاء في رام الله حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وإلى جانب عملية السلام, وعمليات الاستيطان التي تنتقدها باريس, يبحث ساركوزي في إسرائيل الملف النووي الإيراني, والاتحاد من أجل المتوسط, وهو اتحاد يتوقع أن تجمع أولى قممه في باريس الشهر المقبل أولمرت بالرئيس السوري بشار الأسد, الذي استأنفت فرنسا معه الاتصالات هذا الشهر على أعلى مستوى.