أعلن الجنرال شير محمد كريم، رئيس عمليات الجيش الافغاني أمس، ان قوات الامن الافغانية عرفت ان حركة"طالبان"تخطط لشن هجوم قرب مدينة قندهار الجنوبية الاسبوع الماضي، لكن الهروب الجماعي من السجن ساربوزا صرف نظرهم عن الامر. وأخذت"طالبان"زمام المبادرة حول قندهار خلال الأسبوعين الماضيين، وأطلقت سراح حوالى 400 من انصارها من سجن، ثم سيطرت على قرى خارج المدينة، قبل ان تشن القوات الافغانية والاجنبية هجوماً لطردهم. وتجمع مقاتلو"طالبان"في منطقة خاكريز البعيدة وخططوا للتحرك منها الى ارغنداب ذات البساتين الغنية على بعد 20 كيلومتراً شمال غربي مدينة قندهار. وقال الجنرال كريم:"خططنا لتنفيذ عملية في خاكريز، لكن الحادث الذي وقع في المدينة عدل كل البرامج". واعتبرت عملية الفرار من سجن قندهار الأكبر في التاريخ الحديث، حيث فجر انتحاري قاد شاحنة بوابات سجن قندهار، ثم اقتحم مقاتلون المبنى ليطلقوا حوالى 400 من"طالبان"وحوالى 700 مجرم. وقال كريم ان الجيش الأفغاني الذي تمركز على بعد 30 كيلومتراً خارج قندهار ابلغ بالهروب من السجن بعد ساعة من حدوثه، وقال:"لدى وصولنا الى هناك لم تكن هناك فائدة في السيطرة على السجن او تفتيشه، لان المعتقلين كانوا فروا". وخشية مهاجمة"طالبان"قندهار، بدأ الجيش في تأمين المدينة وتخلى عن خططه لإحباط الهجوم على ارغنداب. وقال كريم:"للأسف استغل مقاتلو انشغالنا بتأمين مدينة قندهار، وتحركوا من خاركيز الى ارغنداب". وتقدم الاربعاء الماضي حوالى 700 جندي افغاني عبر نهر ارغنداب تحت غطاء من الدخان وفرته المدفعية الكندية وقضوا على مقاومة"طالبان". وقال كريم ان القوات الأفغانية أحصت 94 جثة لمتمردين، واضاف ان حوالى 70 في المئة من المتمردين كانوا من الاجانب. فيما شكلت المعركة انتصاراً مهماً للجيش الافغاني وداعميه من الحلف الأطلسي، حققت"طالبان"ضربة دعائية عبر الهجوم على السجن والسهولة في استيلائها على عدد من القرى قرب المدينة الثانية في افغانستان. وينفذ الجيش الافغاني حالياً عمليات تطهير حول ارغنداب لطرد المتمردين الذين يختبئون فيها. وفر مئات القرويين من المنطقة بعدما القت مروحيات تابعة ل"الاطلسي"منشورات حذرتهم من هجوم وشيك، وقال كريم انه يأمل بأن يعود القرويون اليوم.