تمضي ايران قدماً في تخصيب اليورانيوم"بلا توقف"، كما أعلن مبعوثها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، رغم عرض القوى العالمية حوافز اقتصادية لإقناع طهران بوقف التخصيب. وقال الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام:"قيل أن تعليق النشاطات ووقف التخصيب ليسا قضية منطقية يمكن قبولها، وان مواصلة المفاوضات على أي حال لن تستند الى وقف التخصيب". واعتبر ان احتمال شن هجوم إسرائيلي على منشآت نووية إيرانية"مستحيل"، متهماً واشنطن بدعم جماعة"جند الله"السنّية التي أكدت أنها قتلت اثنين من 16 شرطياً إيرانياً خطفتهم الأسبوع الماضي. في غضون ذلك، أعلن عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الشورى البرلمان الإيراني حميد رضا حاجي بابايي، إن رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية رضا آقازاده وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، سيحضران اليوم اجتماعاً غير علني للمجلس، لدرس التطورات المتعلقة بالملف النووي. واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، أن على بلاده إنتاج الوقود النووي لأنه لا يمكن الوثوق بالدول الغربية في ضمان تأمين هذا الوقود لطهران. وبعد يوم على تحذير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، من أن أي هجوم عسكري على إيران سيحوّل الشرق الأوسط الى"كرة من اللهب"، ويدفع طهران الى إطلاق خطة عاجلة لتصنيع أسلحة نووية، وصف الناطق باسم الحكومة الإيرانية إسرائيل ب"النظام الخطر"، بعد تقرير أميركي أفاد بأن إسرائيل أجرت مناورات عسكرية ضخمة استعداداً لتوجيه ضربة لمنشآت إيران النووية. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت التعليق على التقرير الذي نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"، لكن النائب عن حزب"كاديما"تساحي هنغبي الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية والدفاعية في الكنيست البرلمان، رأى أمس ان الجهود الديبلوماسية لكبح البرنامج النووي الإيراني، فشلت، وان السنة أو السنتين المقبلتين ستكونان حاسمتين. في المقابل، أعرب مسؤولون في الإدارة الأميركية عن اعتقادهم بأن الرئيس جورج بوش سينهي عهده من دون تحقيق أي تغيير في ملف إيران النووي، مشددين على عدم وجود خيارات سياسية أو عسكرية مطروحة على الطاولة لكبح طموحات طهران النووية في هذه المرحلة. ولفتت"نيويورك تايمز"إلى أن الصورة"أكثر غموضاً"على الصعيد العسكري. وفي هذا الإطار، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن سالاي مريدور أن الدولة العبرية"تفضّل التعامل مع هذا التهديد النووي الإيراني سلماً، ومن خلال زيادة العقوبات في شكل دراماتيكي... وإبقاء كل الخيارات مطروحة". لكنه استدرك أن"الوقت بدأ ينفد"، وزاد:"على إيران أن تدرك أن المجتمع الدولي لن يسمح لها بالحصول على القدرة النووية تحت أي ظرف". وجددت موسكو رفضها اللجوء إلى"سيناريوات القوة"مع إيران، فيما حذر خبراء روس من أن أي ضربة للمنشآت النووية الإيرانية ستطلق حرباً واسعة نتائجها كارثية راجع ص 8. وفي حين امتنعت الخارجية الروسية عن التعليق على أنباء المناورات الإسرائيلية، اعتبر مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين أن المناورات قد تمهد لتطور خطر، وتنسف جهود التسوية الديبلوماسية للأزمة الإيرانية. وأعلن سيرغي كيسلياك نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده تؤكد تمسكها بمواصلة التعاون مع إيران في ما يتعلق ببناء محطة"بوشهر"النووية. في برلين أ ف ب، أفادت مجلة"در شبيغل"بأن دمشق وبيونغيانغ ساعدتا طهران على تطوير برنامجها النووي، عبر بناء ما وصفته أميركا وإسرائيل بأنه موقع نووي في سورية دمرته غارة جوية اسرائيلية في أيلول سبتمبر الماضي. ونقلت المجلة عن تقارير لأجهزة الاستخبارات الألمانية، أن دمشق تفكر في سحب دعمها للبرنامج النووي الإيراني. وتابعت أن موقع"الكبر"القريب من دير الزور في سورية، كان مقرراً ان تستخدمه إيران لتطوير قنبلتها النووية في انتظار أن تتمكن من فعل ذلك على أراضيها. وبحسب مصادر"در شبيغل"، كان مقرراً ان تساعد بيونغيانغ العلماء الإيرانيين في التقدم في برنامجهم النووي، من طريق تزويدهم معارف إضافية. وأشارت المجلة الى أن هذا المشروع بُحث خلال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لسورية العام 2006.