حذرت مؤسسات أبحاث وجماعات دينية في بريطانيا من "عواقب وخيمة" لأي عمل عسكري ضد إيران، فيما تحدث ثلاثة مسؤولين عسكريين أميركيين سابقين عن "نتائج مفجعة" لمثل هذا التحرك، وحضوا واشنطن على إجراء محادثات مباشرة وغير مشروطة مع طهران. جاء ذلك في وقت صعدت الولاياتالمتحدة وإسرائيل لهجتهما ضد إيران، ما أثار تكهنات بأنهما ربما تعدان لهجمات عسكرية على الجمهورية الإسلامية. في غضون ذلك، نقلت صحيفة"ذي صنداي تايمز"البريطانية عن مصدر استخباراتي قوله إن من المرجح أن يكون الموساد الإسرائيلي هو من أقدم على اغتيال أردشير حسن بور 44 سنة العالم الإيراني في مجال الفيزياء النووية. وعمل حسن بور في محطة أصفهان حيث يُنتج غاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في نشاطات تخصيب اليورانيوم في منشأة ناتانز. وأفاد إعلان رسمي إيراني أنه مات متسمماً في كانون الثاني يناير الماضي، من دون توضيحات. من جهة أخرى، قال رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آقازادة أن طهران لن تعلّق نشاطات تخصيب اليورانيوم مثلما يطلب قرار مجلس الأمن الذي ينطوي على عقوبات، وذلك في أحدث إعلان للتحدي من إيران، فيما تلوح في الأفق مهلة من المنظمة الدولية. وفي تحرك يهدف إلى تفادي عقوبات الأممالمتحدة، فتحت إيران محطتها النووية في أصفهان أمام الصحافة الأجنبية ومبعوثي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز. ويهدف فتح مفاعل أصفهان وسط إيران والذي لا يتطرق إليه القرار بشكل كبير إلى إثبات الشفافية والطبيعة السلمية لبرامج إيران النووية أمام مبعوثي"ترويكا"حركة عدم الانحياز وهي: كوبا ومصر وماليزيا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن آقازادة قوله أن قرار مجلس الأمن يتضمن مشاكل قانونية وتنفيذية خطرة. وقلنا منذ البداية إن إيران لن تنفذه". ولدى سؤاله عن خطط إيران المعلنة بتوسيع طاقة التخصيب في منشأة ناتانز للتخصيب من خلال تركيب ثلاثة آلاف جهاز إضافي للطرد المركزي أجاب:"تريثوا، لن يستغرق هذا طويلاً، سنطلعكم على هذا الأمر". تحذيرات وفي وقت أرسلت واشنطن حاملة طائرات ثانية إلى الخليج في تحرك اعتبر تحذيراً لإيران، حذر تقرير مشترك وضعته 15 منظمة في بريطانيا من بينها مركز السياسة الخارجية ومنظمة"أوكسفام"والمجلس الإسلامي، من أن أي هجوم على إيران سيؤدي إلى أمور عدة أهمها تعزيز طموحات إيران النووية وتقويض الآمال في تحقيق الاستقرار في العراق والإضرار بالنمو الاقتصادي العالمي بسبب ارتفاع أسعار النفط. وذكر التقرير أن من بين العواقب غير المقصودة لأي هجوم على إيران تعزيز موقف المتشددين داخل النظام الإيراني وتبديد فرص الإصلاح. كما يمكن أن يتسبب في شن هجمات إرهابية على دول غربية. وشملت توصيات التقرير التوصل لحل وسط بشأن الشروط المسبقة للغرب للحوار مع إيران، والتي تشمل الإصرار على أن توقف طهران تخصيب اليورانيوم. كما شملت التوصيات السعي إلى فتح مجال للتحاور مباشرة بين إيرانوالولاياتالمتحدة وتطوير"صفقة كبيرة"تنطوي على حوافز كانت القوى الكبرى قد عرضتها على إيران في حزيران يونيو الماضي، في مقابل أن توقف النشاطات النووية الحساسة. وخلص التقرير إلى أنه"فقط من خلال الحوار المباشر بين أميركا وإيران يمكن التوصل إلى اتفاق وتفادي العواقب الوخيمة المحتملة لأي عمل عسكري". وفي رسالة إلى صحيفة"ذي صنداي تايمز"اللندنية قال قادة عسكريون أميركيون سابقون إن مهاجمة إيران"ستكون له عواقب مفجعة على الأمن في المنطقة وقوات التحالف في العراق وستؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية والعالمية". وأضافوا:"ل ابد من حل الأزمة الحالية من خلال الديبلوماسية". ووقع على الرسالة الليوتنانت جنرال المتقاعد روبرت غارد وهو مساعد عسكري سابق لوزير الدفاع السابق روبرت مكنامارا والجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية جوزيف هوار وهو قائد سابق للقيادة المركزية الأميركية والأميرال البحري المتقاعد جاك شاناهان وهو مدير سابق لمركز المعلومات الدفاعية. وحضوا جميعاً الإدارة الأميركية على"الدخول فوراً في محادثات مباشرة مع الحكومة الإيرانية من دون شروط مسبقة".