موسكو – أ ف ب – بدا أمس أن طهران تتجه الى رفض مشروع اتفاق فيينا الذي يعرض استبدال مخزون اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب بآخر يخصب بدرجة اعلى في الخارج، وذلك بسبب «فقدان ضمانات حسن تنفيذ الاتفاق، وعدم توجيه اشارات ايجابية لها» تضمن «مستقبل الخيار الغربي»، خصوصاً بعد اعلان الولاياتالمتحدة الخميس الماضي مقاطعتها فرع «بنك ملي ايران» في ماليزيا. وأكد علاء الدين بوروجردي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني ان ارسال اي جزء من ال1200 كيلوغرام من اليورانيوم الايراني للحصول على وقود مخصب بنسبة 20 في المئة «بات غير وارد، أكان تدريجاً ام دفعة واحدة». واضاف: «يدرس خبراؤنا كيفية الحصول على وقود لتسوية هذه المشكلة، ويتفاوض علي اصغر سلطانية (ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية) من اجل ايجاد حل». واكد حسن تقوي حسيني، عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري، رغبة بلاده في محاورة الدول الغربية حول واحد من خيارين: شراء وقود عالي التخصيب او انتاجه في المنشآت النووية الايرانية. وكان سلطانية ابلغ البرادعي رغبة بلاده في جولة جديدة من المحادثات مع روسيا وفرنسا والولاياتالمتحدة من اجل بحث الاقتراحات الايرانية، مع تأكيد رغبة طهران في انجاز العقد للحصول علي الوقود اللازم لتشغيل مفاعل البحوث الطبية في العاصمة الايرانية. وابلغ الرئيس محمود احمدي نجاد محطتي «تي ار تي» و»ان تي في» في تركيا بأن بلاده تفضل شراء الوقود النووي الذي تحتاج اليه، و»لن نبحث هذا الامر الا مع الوكالة الدولية». وكشف مصدر مطلع ل «الحياة» في طهران ان ايران لا تستطيع ان تقبل اقتراح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تخزين نحو 75 في المئة من اليورانيوم الخاص بها في تركيا، وتفضل وضع الكمية المطلوبة تحت تصرف الوكالة داخل اراضيها. وتعتقد طهران بأن رفض الدول الغربية تزويدها وقوداً مرتفع التخصيب سيمنح الضوء الاخضر للسير في اتجاه السماح لها بانتاج وقود بنسبة تخصيب 19.75 في المئة. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انه لا يمكن استبعاد امكان فرض عقوبات جديدة على ايران اذا لم يحصل تقدم في المفاوضات حول ملفها النووي. وقال لمجلة «دير شبيغل» الالمانية: «لا نريد تبني عقوبات جديدة ضد ايران يمكن ان تقود الى اتجاهات معقدة وخطرة، ولكن اذا اتخذت قيادتها موقفاً غير بناء فسيصبح كل الاحتمالات وارداً نظرياً، علماً ان روسيا مستعدة للمساعدة في تخصيب اليورانيوم الايراني اذا وافقت طهران على مشروع اتفاق فيينا لكسر الجمود في المفاوضات». وشدد على حق ايران في تنفيذ برنامج نووي سلمي يخضع لمراقبة الوكالة الدولية. وزاد: «يجب احترام الشروط القائمة وعدم اخفاء اي شيء»، في اشارة الى تستر طهران لفترة طويلة على منشأتها للتخصيب في مدينة قم. وتسعى واشنطن الى الحصول على التزام قوي من موسكو في شأن عقوبات اضافية على طهران، اذا فشلت العملية الديبلوماسية الحالية, لكن روسيا لم تقدم هذا الالتزام. على صعيد آخر، أعلن مساعد قائد سلاح الجو في الجيش الإيراني الجنرال الطيار محسن درة باغي ان القوات الجوية ستجري قريباً مناورات ضخمة تشهد «اکبر عملية لاطلاق صواريخ جو – ارض من اجل تقويم الاستعدادات الهجومية للمقاتلات الإيرانية وتعزيز المستوى التكتيكي والميداني و التعليمي للوحدات الجوية، ونقل التجارب الى الكوادر الجديدة التي التحقت بالقوات الجوية».