أعلن الحلف الأطلسي ناتو أمس، ان الهجوم الذي يشنه حوالى الف جندي افغاني بدعم من قواته على مسلحي حركة"طالبان"المتحصنين في قرى بجنوب افغانستان مستمر،"لكنه لا يشهد الا حوادث صغيرة لان طالبان ترفض القتال". وأوضح الناطق باسم"الناتو"الجنرال كارلوس برانكو ان حوادث صغيرة سجلت في الساعات ال24 الأخيرة، خصوصاً تبادل للنار باستخدام اسلحة خفيفة ونصب مكامن، مشيراً الى ان ضغط المتمردين على السكان ادى الى فرار 700 عائلة من اقليم ارغنداب الى قندهار. وأشار الناطق الى أن المتمردين لا يملكون عدداً كافياً من العناصر، ولا يسيطرون على الأرض، و"الواضح انهم اختاروا الامتناع عن القتال". واستهل جنود وشرطيون افغان تدعمهم قوات"الأطلسي"اول من امس عملية"تطهير"تستهدف"طالبان"في منطقة ارغنداب بولاية قندهار. في غضون ذلك، اعلن السفير الأميركي في كابول ويليام وود ان"طالبان"تستطيع ان تتسبب في مشاكل كثيرة، لكن اقليم ارغنداب الاستراتيجي لن يقع في ايديها. وقال ويليام وود خلال زيارة لواشنطن:"لا تستطيع طالبان البقاء في المنطقة، لأنها تفتقد التأييد الشعبي. وهي خسرت قادة ومقاتلين والسيطرة على الأرض، اضافة الى اقليم سايغان وقلعة موسى العام الماضي". وتحدث السفير الأميركي عن"معلومات جديرة بالثقة"تشير الى حصول"انقسامات"في الحركة واستياء لدى المقاتلين، بسبب تركيزهم على ترهيب المدنيين الأبرياء. وأعلن أن معارك اندلعت قبل ستة شهور في ارغنداب لم تسفر عن سقوط الاقليم في ايدي"طالبان"، وقال:"لا يعني ذلك ان المعركة انتهت، لكن الولاياتالمتحدة والمجموعة الدولية والحكومة الأفغانية باتت اكثر ثقة مع اقتراب منتصف موسم معركة 2008 من مطلع عام 2007". على صعيد آخر، اعلن مكتب محاسبة الإدارة الأميركية ان واشنطن لا تملك خطة شاملة لبناء الجيش والشرطة الأفغانيين اللذين ما زال تجهيزهما سيئ وغير مستعدين بدرجة كبيرة لتنفيذ مهمات من دون مساعدة. وقال المكتب انه"يجب الا يقر الكونغرس أي مبلغ آخر لتمويل القوات الأفغانية، حتى استكمال وزارتي الدفاع البنتاغون والخارجية خطة لتطويرها". وطالب بربط الاستثمارات الأميركية في المستقبل بخطة لقوات الامن الوطني الافغانية، مشيراً الى ان وحدتين فقط بين 105 وحدات في الجيش الافغاني تتمتعان بقدرة كاملة،"فيما تستطيع 36 في المئة من الوحدات تنفيذ عملياتها بمفردها لكن بدعم دولي روتيني فقط، أما بقية الوحدات فأقل قدرة بكثير". واعتبر المكتب ان الشرطة الأفغانية أسوأ حالاً،"اذ لا توجد وحدة جاهزة بالكامل فيها". وأنفقت الولاياتالمتحدة أكثر من عشرة بلايين دولار على مدى ست سنوات لتطوير الجيش والشرطة الأفغانيين اللذين يعانيان من مشاكل بيروقراطية وفساد. ويقول مسؤولون اميركيون ان بعض المصاعب، خصوصاً على صعيد افتقاد التدريب، يرتبط بعدم استعداد الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي لإرسال مزيد من مدربي الأمن الى مناطق افغانستان الأكثر اضطراباً. وكذلك بتركيز واشنطن على العمليات العسكرية في العراق. وحذر مكتب المحاسبة من ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تستمر في تدريب ودعم قوات الأمن الأفغانية لأكثر من عشر سنوات بكلفة تبلغ بليوني دولار سنوياً. ورفض"البنتاغون"النتائج التي توصل اليها مكتب محاسبة الحكومة، وقال انه سيصدر خلال اسابيع تقريراً في شأن الحوافز في أفغانستان. وفي الدنمارك، أعلنت الحكومة انها سترسل 85 جندياً اضافياً الى افغانستان، ما يرفع عدد جنودها الى 750 ومضاعفة المساعدة التي تقدمها من 200 الى 400 مليون كورون، في اطار خطة استراتيجية تستمر اربع سنوات تهدف الى الحفاظ على شكل الوحدة الدنماركية وحجمها مرتين. وتحتاج الخطة الى موافقة البرلمان الدنماركي، علماً انها تلحظ ايضاً تدريب جنود دنماركيين القوات الافغانية.