أطلقت قوات الحلف الأطلسي ناتو والجيش الأفغاني عملية عسكرية ضد مسلحي حركة"طالبان"في منطقة ارغنداب بولاية قندهار جنوب، والذين تجمعوا فيها بعد فرار بين 900 و1100 سجين من معتقل في الولاية الاسبوع الماضي. وأوضح الجنرال محمد ظاهر عظيمي، الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية، ان عملية التطهير ينفذها براً الجيش الأفغاني بمساندة جنود كنديين على الأرض وسلاح الجو التابع للحلف الأطلسي. وفرت عشرات العائلات من منازلها في الولاية التي يتوقع ان تهاجم القوات الأجنبية والأفغانية قرى عدة فيها كان استولى عليها الاثنين الماضي حوالى 600 من مقاتلي"طالبان". لكن الكولونيل ديف كوربولد، قائد الوحدة الكندية في"الأطلسي"، أكد ان قندهار ما زالت تخضع بالكامل لسيطرة الحكومة الأفغانية"، وأضاف ان"القوات الأفغانية ستقود العملية تدعمها قوات برية وجوية يقودها حلف شمال الأطلسي". وقال قاري محمد يوسف، الناطق باسم"طالبان"، إن"المتمردين يتطلعون الى قندهار"، المعقل الرئيس للحركة قبل إطاحة نظامها نهاية عام 2001، وذلك بعد السيطرة على ارغنداب، وأضاف لوكالة الأنباء الإسلامية التي تتخذ من باكستان مقراً لها:"لن نهاجم قندهار بصواريخ وقذائف مورتر ثقيلة، بل سنضرب اهدافاً محددة فيها". وقالت وزارة الدفاع الأفغانية ان"المتمردين سيطروا على ثماني قرى في ارغنداب"، مؤكدة عدم امتلاك"طالبان"موطئ قدم في قندهار،"لكن مزاعم المتمردين أخافت بعض الناس في المنطقة. وربما دفع ذلك قسماً منهم الى المبالغة في شأن التقارير عن نشاطات المتمردين." واستولت"طالبان"منذ عودتها الى ساحة القتال عام 2006، لفترات قصيرة على مقار بعض المناطق والقرى في جنوب قندهار وشرقها، حيث أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها ستزيد قواتها فيها حوالى 230عنصراً، ما يرفع اجمالي عدد القوات البريطانية في افغانستان الى أكثر من ثمانية آلاف. على صعيد آخر، أعلن همايون حميد زاده الناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي إن افغانستان لا تنوي خوض حرب مع باكستان، وإن التحذير الذي أصدره كارزاي الأحد الماضي لباكستان"هدف الى توجيه رسالة الى الباكستانيين فقط". وقال كارزاي إن بلاده تملك الحق في الدفاع عن نفسها،"حتى لو تطلب ذلك ارسال قواتها عبر الحدود الى باكستان لاستهداف زعماء الحركات المسلحة الذين يديرون العمليات في الداخل"، ما أثار ردود فعل غاضبة لإسلام آباد. ودأب البلدان على تبادل الاتهامات في شأن ايواء مسلحين مناوئين للجانب الآخر، حيث يقول مسؤولون افغان إن"فلول طالبان تجد مأوى لها في باكستان"، وهو ما تنفيه إسلام آباد. لكن مسلحين يتخذون من المناطق القبلية الباكستانية ملاذاً لهم يعترفون بأنهم يرسلون مقاتلين الى افغانستان. وفيما تواصل الحكومة الباكستانية مفاوضاتها لتوقيع اتفاقات سلام مع المسلحين القبليين يعارضها المسؤولون الأفغان والأميركيون، قال حميد زاده:"إذا عقد المسؤولون الباكستانيون صفقات من هذا النوع، فسيسمحون للمسلحين بتركيز جهودهم على أفغانستان".