تجنب زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي وزير الدفاع ايهود باراك التحدث أمس بلهجة حازمة في مطالبته حزب"كديما"الحاكم الذي يتزعمه رئيس الحكومة ايهود اولمرت، باتخاذ قرار أكثر وضوحاً في شأن تشكيل حكومة بديلة برئاسة شخصية أخرى من"كديما"، وهو الشرط الذي يضعه"العمل"لمواصلة الشراكة الحكومية، وان قال امس إن"العمل"لن يتردد في دعم مشروع قانون لحل الكنيست الحالية وتقديم موعد الانتخابات العامة في حال لم يتخذ"كديما"قراره. يذكر انه غداة كشف ملف الفساد الأخير المنسوب الى رئيس الحكومة بتلقي ظروف تحوي عشرات آلاف الدولارات من رجل الأعمال الأميركي اليهودي موريس تالانسكي وبشكل مناف للقانون، طالب باراك"كديما"باختيار زعيم جديد للحزب يكون على رأس حكومة بديلة إذا ما رغب في بقاء"العمل"شريكا معه في الائتلاف. وغداة إعلان اولمرت أنه أعطى التعليمات لحزبه بالإعداد لانتخابات داخلية، قال باراك أمس في اجتماع لأعضاء كتلة حزبه البرلمانية:"لقد طرحت موقفنا... والقرار الآن بيد رئيس الحكومة. نحن نفضل استقرار الحكم. إذا تشكلت حكومة مقبولة علينا، فسندرس إمكانات التعاون معها. وإذا لم يتسن الأمر فسنقود لانتخابات... ولا جدوى من أن نتخذ قرارات ملزمة قبل أن نسمع قرارات ملزمة من كديما". وتابع:"لكن مثل ما أرى الأمور الآن، سنضطر إلى دعم حل الكنيست، وليس من داع للخوف من انتخابات مبكرة". وبينما رأى معلقون في تصريحات باراك محاولة جديدة لتسجيل نقاط لمصلحته في الرأي العام الذي يطالب غالبيته اولمرت بالانصراف، لفت آخرون إلى أن باراك لم يتحدث بلغة حازمة ولم يكرر طلبه علناً بإخلاء اولمرت كرسيه. وعزوا ذلك إلى مخاوف باراك وأركان في"العمل"من نتائج انتخابات مبكرة تجمع استطلاعات الرأي على أنه سيخسر فيها المزيد من قوته، وستأتي بحزب"ليكود"اليميني إلى الحكم. ويضاف إلى هذا الاعتبار معارضة عدد من أقطاب الحزب حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة. ولم يستبعد معلقون أن يتراجع باراك عن تهديداته بدعم تبكير الانتخابات، وهو المتهم بعدم الثبات على رأي، ورأوا أن إعلان اولمرت إجراء انتخابات داخلية في حزبه سيكون السلم الذي يتيح لباراك النزول عن شجرة تهديداته. من جهتها، اعتبرت أوساط قيادية في"العمل"أن"الضوء الأخضر"الذي أعطاه اولمرت لإجراء انتخابات داخلية في"كديما"، كما طالبه باراك قبل شهر، ليس كافياً، واتهموا اولمرت بمحاولة كسب الوقت والبقاء في كرسيه. وأضافت أن المطلوب من"كديما"تحديد موعد واضح لهذه الانتخابات وتوضيح موقفه من المطلب الثاني الذي طرحه باراك في شأن استبعاد اولمرت عن رئاسة حكومة بديلة بعد الانتخابات الداخلية. ويأتي المطلب الثاني في أعقاب تلميحات قوية في الأيام الأخيرة من جانب أوساط اولمرت بأن موافقته على إجراء انتخابات داخلية لا تعني أبداً عدم منافسته على زعامة الحزب، خصوصاً أن أقطاب"كديما"تجاوبوا مع طلبه إرجاء هذه الانتخابات إلى ما بعد سماع الاستجواب المضاد الذي سيجريه محامو اولمرت لرجل الأعمال الأميركي منتصف الشهر المقبل، وسط توقعات بألا تجري الانتخابات الداخلية قبل أيلول المقبل. ويعوّل اولمرت على قدرات محاميه على تفنيد ادعاءات تالانسكي، ما من شأنه أن يعيد له بعضاً من شعبيته المفقودة ويتيح له المنافسة على زعامة الحزب. ونقلت صحيفة"معاريف"عن قريبين من أولمرت قولهم إن"رئيس الحكومة لم يقل أبداً إنه لن يتنافس على رئاسة كديما... ولا يبدو كمن يرى أيامه الأخيرة في المنصب، ولا يرى سببا لأن يتنازل عن السلطة وينصرف".