تؤرق احتمالات عودة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود اولمرت إلى الحلبة السياسية بعد تبرئته في قضيتين أساسيتين من الفساد وتلقي الرشاوى، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ونائبه الأول زعيم حزب «كديما» شاؤول موفاز ليقينهما أنه يشكل خطراً على كل منهما: فالأول تمتع حتى الآن بنتائج استطلاعات الرأي التي أفادت بأن لا منافس حقيقياً له على منصب رئيس الحكومة، بينما يخشى الثاني أن تمهد عودة اولمرت إلى حزبه «كديما» إلى إطاحته من منصبه في رئاسة الحزب. من جهته لا يستعجل اولمرت الإعلان عن برامجه المستقبلية بانتظار النطق بالحكم بعد شهرين، إذ يخشى أن تقرر المحكمة أن إدانته بقضية «خيانة الثقة» تنطوي على «وصمة عار» تمنعه من تبوّؤ منصب رسمي في المستقبل. كما ينتظر البت في شبهة أخرى بتلقي رشى لتسهيل أعمال إنشاء حي كبير في القدسالغربية (حي هوليلان). وطبقاً لمصادر رفيعة في حزب «كديما» الذي كان اولمرت شريكاً أساسياً لرئيس الحكومة السابق آرييل شارون في تشكيله بعد الانسلاخ عن «ليكود» أواخر العام 2005، فإن اولمرت متحمس للعودة إلى الحياة السياسية، فيما قالت أوساطه إن اولمرت هو الشخصية الأنسب لقيادة تيار الوسط – اليسار لمنافسة نتانياهو على الحكم. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر في حزب «ليكود» الحاكم أن زعيمه نتانياهو يخشى أن يهدد اولمرت شعبيته الواسعة لدى الرأي العام الإسرائيلي لأن الحديث يدور عن رئيس حكومة سابق اضطر إلى الاستقالة ليس لفشله في منصبه إنما تحت وطأة اتهامه بقضايا فساد، وأضافت أن «اولمرت يعتبر اليوم من أبرز الساسة المتمرسين في الدولة العبرية القادر على التسبب بوجع رأس ليس بسهل لنتانياهو، وعليه فإن كل شيء قابل للتغيير الآن». واتهم القطب السابق في «كديما» حاييم رامون جهات يمينية نافذة ب «تلفيق تهم» ضد اولمرت بهدف إطاحته لمنع توصله إلى اتفاق مع الفلسطينيين، علماً أنه قطع شوطاً طويلاً من المفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتوصلا إلى تفاهمات حول مبادئ الحل. ويلتقي هذا الاتهام مع مماثل له طرحه اولمرت نفسه قبل أشهر في لقاء مع شبكة تلفزة أميركية اتهم فيه جهات أميركية بالوقوف وراء تهمة تلقيه مئات آلاف الدولارات من رجل أعمال يهودي أميركي وتلفيق الملف له لإحباط اتفاق سلام كان وشيكاً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في العام 2008، وهو ما حصل حين تم تقديم لائحة اتهام ضد أولمرت اضطرته إلى تقديم استقالته تلاها تبكير موعد الانتخابات البرلمانية «وبالتالي تبخر أحلام السلام مع الجانب الفلسطيني».