قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" امس ان وزراء خارجية الدول المعنية بالمشروع المتوسطي سيجتمعون في باريس يومي 3 و4 تموز يوليو المقبل بمشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم ل"وضع اللمسات الاخيرة"على المشروع قبل انعقاد القمة المخصصة لإطلاقه، ما يرجح احتمال مشاركة الرئيس بشار الاسد في القمة المقررة في العاصمة الفرنسية في 13 تموز المقبل. وكان الرئيس نيكولا ساركوزي حض الاسد على حضور القمة الاوروبية - المتوسطية خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه قبل ايام لشكر دمشق على دورها في التوصل الى اتفاق الدوحة الخاص بحل الازمة اللبنانية. وعلم ان اتصالات تجري لترتيب لقاء رسمي ثنائي بين الاسد وساركوزي في باريس، وان بين العوامل التي تعزز فرص مشاركة الاسد ادخال بعض التعديلات على المسودة الاوروبية لمشروع"الاتحاد المتوسطي". واوضحت المصادر المطلعة امس ان وزارة الخارجية المصرية بعثت الى الدول الاعضاء ورقة تتضمن التعديلات الثلاثة التي جرى الاتفاق عليها بين وزراء الخارجية العرب الذي اجتمعوا في القاهرة الاسبوع الماضي للتوصل الى موقف موحد بينهم، قبل مناقشته مع الجانب الاوروبي في سلوفينيا في التاسع من الشهر الجاري. وبحسب المعلومات المتوافرة ل"الحياة"امس، فإن الدول العربية اتفقت على ضرورة ادخال تعديل في اسم المشروع الذي كان"عملية برشلونة: نحو الاتحاد المتوسطي"، ليصبح"عملية برشلونة: نحو التعاون في المتوسط". وعلم ان الورقة المصرية اقترحت استخدام عبارة"الشراكة في المتوسط"، الامر الذي تتحفظ عليه دمشق. وكان معاون وزير الخارجية السوري عبدالفتاح عمورة ابلغ الوفود العربية"تحفظ"بلاده على تأسيس مشروع مستقل، مقترحاً ان يكون"ضمن عملية برشلونة بحيث تقام وحدة خاصة للمشروع ضمن المفوضية الاوروبية لتكريس هذه العملية"، على اساس الاعتقاد السوري ان"الاسباب التي ادت الى فشل عملية برشلونة هي سياسية ولا تزال قائمة بسبب غياب تحقيق السلام". وتتضمن الورقة المصرية، التي تلخص مواقف الوفود العربية المعنية بالمشروع، اقتراح اقامة سكرتاريا مصغرة لمشاريع التعاون، وألا تكون سكرتاريا واسعة بحيث ترفع تقاريرها لجنة دائمة مقرها بروكسيل، على ان ترفع هذه اللجنة الدائمة تقاريرها الى وزراء الخارجية الذين يقومون بدورهم بمخاطبة قادتهم. ومن النقاط الاخرى التي قوبلت بتحفظ سوري، ما يتعلق بمكان حضور الاجتماعات المتوسطية - الاوروبية بحيث كانت تريد دمشق ان يحصر عقدها في اوروبا لقطع الطريق على حضور اسرائيل اجتماعات متوسطية في دول عربية. واوضحت المصادر امس ان الورقة المصرية تضمنت اقتراحين: إما اقرار عدم الزام الدولة المضيفة بدعوة جميع الدول، او ان تكون الدعوة الى عقد الاجتماعات في دول الجنوب تتم بالتوافق، وان اعتراض اي دولة يحول دون ذلك.