رفض الجيش السوداني، أمس، اتهامات تشادية بأنه هاجم بلدة على الحدود المشتركة بعد أيام من الهجمات التي يشنها متمردون ضد حكم الرئيس إدريس ديبي تزعم نجامينا أن الخرطوم تدعمهم. ونفى الناطق باسم الجيش السوداني العميد عثمان محمد الأغبش في شدة أي تدخل للجيش في المعارك الدائرة في تشاد، معتبراً المزاعم التشادية في هذا الجانب"فبركة إعلامية". وقال ل"الحياة"أمس إن ما قالته تشاد"ليس سوى ادعاءات عارية من الصحة"، مؤكداً أن القوات السودانية لم تقم بأي تحركات داخل الاراضي التشادية. وزاد أن السلطات التشادية"اعتادت مع كل تحرك للمتمردين أن تلقي بالتهم جزافاً علينا"، نافياً وجود أي نوع من الارتباط بين القوات السودانية والمتمردين التشاديين، مشدداً على أن ما يجري في تشاد"شأن داخلي لا علاقة لنا به". وجاء في بيان للحكومة التشادية نقلته وكالة"فرانس برس":"بعدما فشلت ارتال من المرتزقة أرسلت الى الأراضي التشادية في التمركز في نقاط استراتيجية، تحرك الجيش السوداني نفسه هذا الصباح أمس الثلثاء فهاجم حامية أدري العسكرية بقوات برية مدعومة بمروحيات". وتابع البيان أن"باقحام جيشها ووسائلها الجوية، فإن الخرطوم تُسقط القناع عن العدوان على بلادنا. ومن شأن هذه الخطوة التي قامت بها السلطات السودانية أنها تكشف المواقف بوضوح لمن كانت لا تزال تساورهم شكوك في شأن مسؤولية الخرطوم في الهجمات المتتالية على تشاد ولا سيما المعارك التي بدأت في الحادي عشر من هذا الشهر". ويشن المتمردون منذ ذلك التاريخ هجمات في شرق تشاد تحديداً وأعلنوا دخولهم أكثر من مدينة. وهم أكدوا أمس انهم استولوا بعد"معارك"على بلدة أم زوير 80 كلم شمال شرق ابشي، كبرى مدن شرق البلاد وأسروا"ضابطاً كبيراً"هو قائد الحامية. وأعلن المتمردون في الوقت ذاته انسحابهم من بيلتين شمال ابشي التي سيطروا عليها مساء الإثنين بعدما دخلوا في نهاية الأسبوع غوزبيدا وام دام. وقال عبدالرحمن غلام الله أحد قادة التمرد إن"قوات الحكومة منتشرة في ابشي ونجامينا. لم تعد هناك قوى أخرى في البلاد، ونحن نتجول كما نريد". وأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي في كلمة متلفزة مساء الاثنين أن من حق بلاده"أن تتساءل حول فعالية قوات يوفور الأوروبية المنتشرة في شرق البلاد والفائدة من انتشارها في تشاد"، وهاجم السودان واتهمه بالوقوف وراء هجمات المتمردين. ورأى مصدر عسكري فرنسي أن تشاد ليست قادرة على مقاومة الجيش السوداني الذي يعتبر من أقوى جيوش المنطقة. وفي فيلبانت فرنسا، أعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس قرب باريس أن القوة الاوروبية في تشاد تتصرف"في شكل دقيق"وفق التفويض المعطى لها، وذلك رداً على الرئيس ديبي الذي اتهم القوة بالتعاطف مع المتمردين. وقال سولانا إن"مهمة القوة لم تتغير". وأضاف أن"الرئيس ديبي أدلى بتصريحات في لحظة صعبة".