عاد تجار الصحون اللاقطة وباعة الأقراص المدمجة والصحف المحلية الى سوق بعقوبة، بعد التحسن الأمني الملحوظ وغياب المنشورات التي تهدد العاملين في هذه المجالات بالقتل. وتضم منطقة السوق التي شهدت انفلاتاً أمنياً قبل عامين محلات تجارية يرتادها خليط من السنة والشيعة. ولوحظت عودة تجار واصحاب محلات شيعة الى مزاولة أعمالهم بعد التحسن الامني الذي أعقب العمليات الامنية التي شنتها القوات العراقية والأميركية العام الماضي، على رغم تفجير ثلاثة محلات وسط السوق الاسبوع الماضي. ويقول بائع الأقراص المدمجة سمير محمد 28 عاما ل"الحياة"ان"الاستماع او بيع الاغاني كان ممنوعاً، ويعتبره المتطرفون عملاً محرما يستحق القتل، إذ قتل أحد زملائنا على يد مسلحين أمام مرأى ومسمع التجار لعرضه اقراصاً على غلافاتها صور فنانين". وأشار الى ان عمله اقتصر طوال السنوات الثلاث الماضية على"بيع اقراص العمليات المسلحة وتلاوة القرآن والخطب الدينية". وأضاف:"تشعرنا الدوريات الأمنية بالاطمئنان وأصبحنا نزود محلاتنا بما يرغب به الزبائن من أغاني وافلام سينمائية، واصبحنا نطلق الاغاني الشعبية وكليبات المطربين من دون خوف، لكن القلق ما زال يراودنا بعد ان تمكن مسلحون من تفجير ثلاث عبوات وسط السوق". مصدر أمني أكد ل"الحياة"ان"منطقة السوق تعد إحدى أهم مناطق بعقوبة، تمكنت الجماعات المسلحة من فرض سيطرتها عليها نظراً الى مركزها الحيوي بتفجير عدد من المحلات ونصب نقاط تفتيش وهمية وفرض أتاوات على الكثير من أصحاب المحلات، اضافة الى خطف وإطلاق تجار مقابل فدية". وتابع المصدر ان عمليات"السهم الخارق"التي شنتها القوات العراقية والأميركية، أعادت الأمل الى التجار الذين تركوا محلاتهم وانتقلوا الى العيش في مدن اخرى". وزاد ان"الأجهزة الامنية حرصت ايضاً على تشديد اجراءات التفتيش ونصب الحواجز للتأكد من الداخلين الى المنطقة بعد تنفيذ نساء عمليات انتحارية في عدد من أسواق المدينة"، لافتا ً الى أن"المنشورات التحريضية التي ظهرت، في الآونة الأخيرة وزعها بعض الخلايا التي عاودت نشاطها سيتم القضاء عليها بعد اعتقال قيادييها". وفي ناحية خان بني سعد التي شهدت عنفاً طائفياً عاد اصحاب المقاهي الشعبية الى فتح أبواب مقاهيهم أمام زبائنهم لشرب الشاي وتدخين النارجيلة بعد ان كان ارتياد المقاهي من ممنوعات"القاعدة". ويقول صاحب مقهى"الزوراء"الحاج مصطفى ان"عودة العائلات التي هجرت مناطقها لأسباب طائفية وتولي مجالس الصحوة حل الخلافات الى جانب الاجهزة الامنية، مكننا من مزاولة أعمالنا السابقة واستقبال زبائننا". وما زالت بعقوبة تشهد توتراً أمنياً بعد عودة نشاطات الجماعات المسلحة التابعة الى تنظيم"القاعدة"في بلدات واقضية المدينة على رغم تنفيذ القوات العراقية والاميركية عمليات مسلحة أسفرت عن اعتقال 22 أميراً وعشرات المسلحين في بلدروز وناحية كنعان وبهرز. وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى أعلنت اعتقال خمسين مطلوباً بينهم عشر نساء من اللاتي يتم تجنيدهن لتنفيذ عمليات انتحارية، فيما اشارت مصادر أمس الى خطف أحد شيوخ عشيرة الجبور في منطقة قره تبه التابعة لناحية الخبازة في محافظة ديالى. وأشار الى أن مسلحين اقتادوا الشيخ إلى جهة مجهولة.