يبت ثلاثة ملايين ناخب إرلندي في مصير معاهدة لشبونة في استفتاء محوري غير محسوم النتائج يتابعه حوالى 500 مليون أوروبي بقلق. وفتحت مراكز التصويت أبوابها أمس، ليدلي الناخبون بأصواتهم في صناديق الاقتراع. وكتبت صحيفة"آريش ديلي ستار"ان"مصير الاتحاد الأوروبي بين ايدينا"، وأوضحت:"بصفتنا الدولة الوحيدة التي تجري استفتاء، فان ناخبي ايرلندا يمكنهم تحديد الوجهة المقبلة للاتحاد الأوروبي". وارلندا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي يفرض عليها دستورها المصادقة على المعاهدة عبر استفتاء شعبي، في حين ان بقية دول الاتحاد ال26، اختارت المصادقة عليها في البرلمان وهو ما فعلته 18 دولة حتى الآن، بينها فنلندا واستونيا واليونان التي وافقت على المعاهدة الأربعاء. وفي مقابل عملية المصادقة السهلة هذه، فان احتمال رفض 4.2 مليون ارلندي يمثلون اقل من 1 في المئة من اصل 495 مليون اوروبي، حرك ذكرى رفض الدستور الأوروبي عام 2005 في استفتاءين في فرنسا وهولندا، ورفض معاهدة نيس في استفتاء في ارلندا عام 2001. ونظمت ارلندا بعد رفض معاهدة نيس، استفتاء ثانياً لاقرار النص، فيما أعلنت الحكومة اخيراً انها لن تنظم استفتاء ثانياً هذه المرة لمعاهدة لشبونة. وشدد رئيس الوزراء الارلندي براين كوين الاربعاء، على"القرار المهم"الذي سيتخذه الايرلنديون، وقال ان"الكثيرين التزموا الى جانبنا"وكأنه اراد تكذيب استطلاعات الرأي الأخيرة التي أشارت الى منافسة شديدة بين الرافضين للمعاهدة والمؤيدين لها، مع تقدم للرافضين. وقال كوين مطمئناً:"ليس هناك ما يدعو الى التخوف في هذه المعاهدة"، فيما حذر دعاة رفض المعاهدة من زيادة الضرائب وانتهاء حقبة الحياد العسكري الارلندي وصولاً الى التحذير من فرض قوانين تشرع الإجهاض الذي لا يزال محظوراً في ارلندا، وكلها مخاوف ينفيها دعاة الموافقة على المعاهدة. ودعت"اريش تايمز"قراءها الى"ممارسة حقهم في التصويت"ادراكاً منها بأن نسبة المشاركة ستكون من ابرز ركائز عملية التصويت، وذكرت بأن مشاركة دون نسبة 35 في المئة في الاستفتاء العام 2001 سمحت"لأقلية"من الرافضين بحسم الأمور برفض معاهدة نيس. وتؤيد جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان المعاهدة باستثناء حزب"شين فين"القومي الذي يشغل أربعة مقاعد فقط من اصل 166. وقالت ماري لو ماكدونالد مسؤولة حملة"شين فين"الأوروبية الأربعاء ان"على الناخبين الايرلنديين ان يقرروا اذا كان في وسع الحكومة الحصول على اتفاق افضل"من خلال التفاوض مجدداً مع بروكسيل. وقال رجل الأعمال ديكلان غانلي الذي يتصدر الرافضين للمعاهدة:"اعتقد بحزم ان الارلنديين سيصوتون بالرفض واننا سنباشر العمل على الفور لبناء رؤية اوروبية افضل لجميع مواطنيها". ولا تخطط وسائل الإعلام لأي استفتاء لدى الخروج من مراكز التصويت وسيبدأ تعداد الأصوات اليوم الجمعة على ان تصدر النتائج بعد ظهر اليوم ذاته. على صعيد آخر، وافق الاتحاد الأوروبي امس، على بدء التفاوض في فصلين جديدين من فصول المفاوضات الهادفة الى انضمام تركيا الى الكتلة الاوروبية، بحسب ما افادت مصادر ديبلوماسية. ووافق سفراء الدول الأوروبية ال27 على بدء التفاوض في فصلي"حق الشركات"و"حق الملكية الفكرية". ولا يزال القرار في حاجة الى مصادقة رسمية في لوكسمبورغ الثلثاء المقبل. وبذلك يرتفع الى ثمانية من اصل 35 عدد الفصول التي بدأ التفاوض في شأنها منذ بداية المحادثات في تشرين الأول اكتوبر 2005. واتخذت الدول ال27 قرارها من دون جدل للمرة الأولى، ذلك ان فرنسا، احد ابرز معارضي انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي مع قبرص والنمسا، لم تبد اي معارضة.