أكتب وفي القلب غصة وعبرات على الخد تسيل عندما يجتاح الحنين قلبي وكياني في كل لحظة هاتفاً باسمك أيها الحبيب... فهل تصدق؟ أنت والأردن سيان في المحبة. اليوم أكتب لك وحدك. لن أكتب لزوجتي وأولادي المدللين... ولا عن نفسي وذكرياتي المبعثرة، إنما سأكتب عن حبي لبلد كان ولا يزال نبع محبة... ومئة نهر وجدول وقبيلة جبال شامخات، ينهض من كل واحد منها يدعي أنه صاحب الأرز. لبنان. أدري أنك لست لهم، بل لنا جميعاً. أيها النازف بالوجع اليومي، في زمن الأمراض الطائفية. أيها المبتلى برماح المناصب والوجاهات. يا حلمنا في ليلة صيفية ثملة برائحة الزيزفون والعناب. يا أرز البلاد المهاجر بلا وصايا، بلا رسائل، وحتى بلا عنوان... مهاجر نحو ميخائيل نعيمة وخيمة الرومانسية العربية. مهاجر من سفربرلك التخلّف والأحقاد القومية. أنت الذي نحب، فأنت جبران المبدع النقي الذي اختصر الدهر بكلمة. يا طائر الفينيق الذي ارتدى أغاني فيروز وصوتها.لبنان الذي نحبه هو شهيد المنارة والمرافئ، البطل المزروع اسمه في دفاترنا نحن العشاق اليعربيين، فيه من الرومانسية أكثر مما في كل الوطن العربي من ديموقراطيات. لبنان حبنا للجبل والسهل والبقاع، لبعلبك طلال حيدر، لزحلة قلعة الزجل، لعمشيت مرسيل خليفة، لبتغرين أم شهيد العقل جورج حاوي. يا عشيق محمود درويش وسعيد عقل ونباهة زكي ناصيف وحنجرة وديع الصافي وإبداعات فريد الأطرش وشحرورة الوادي صباح. وزهرة ولدت اسمها ماجدة بنت حليم الرومي. كم تغنى بك نزار وكم رسمك ناجي العلي... يا حبيب نصري شمس الدين ورسائل مي زيادة. نعم نحبك لأنك أكبر منهم جميعاً... هؤلاء الدعاة الى تعكير صفو الليالي وأقمارها وشموس الأيام التي تشرق وتغيب على شمالك وجنوبك والبقاع. نعم نحبك... ولا نحتاج الى جوازات سفر لدخولك ولا أختام دخول وخروج الى قلبك الدفاق، فلك السلام... يا بلد الجمال والسلام. إبراهيم الزعبي - الأردن بريد إلكتروني