اختار الرئيس محمود عباس عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الطيب عبدالرحيم منسقاً للجنة الحوار الوطني التي شكّلها من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وقادة الفصائل، وكلّفها تولي ادارة الحوار مع حركة"حماس". وأعلنت اللجنة في ختام اجتماع لها في رام الله ان الحوار سيشمل جميع الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية. يذكر ان الطيب عبدالرحيم ليس على علاقة حسنة مع قادة"حماس"منذ توليه منصب الامين العام للرئاسة في السلطة الفلسطينية في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما تُحمّله"حماس"المسؤولية عن حملات تعرضت لها في المرحلة الاولى من قيام السلطة عندما كان يتولى هذا المنصب الذي ضم في حينه صلاحيات وزير الداخلية. وشكك مسؤولون في"حماس"، بينهم مسؤول المنظومة الامنية للحركة في قطاع غزة سعيد صيام، في نيات الرئيس عباس تجاه الحوار لاختياره عبدالرحيم على رأس لجنة الحوار. الا ان"فتح"اعتبرت تعيين عبدالرحيم مصدر قوة للحوار نظرا الى معرفته الدقيقة بالحركة الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة. وبدأت اللجنة اتصالاتها مع الفصائل تمهيداً للحوار، لكن مسؤولين كباراً في القيادة الفلسطينية اكدوا ان الحوار لن يبدأ عمليا قبل ان تعلن"حماس"قبولها التراجع عن الانقلاب الذي قامت به في قطاع غزة قبل عام. وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه:"المسألة الجوهرية هنا ليست ان نجلس لنتحاور ومتى وأين، المهم هو ماذا في شأن الانقلاب، والوضع الامني البديل، وكيف يرحل الانقلاب وتحل محله سلطة وطنية فعلية تمثل حكم القانون وليس حكم اي فئة حزبية". واضاف:"إما ان نتفاهم على هذا اولاً أو لا نتفاهم". وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس عباس:"في البداية، نريد ان نرى جواباً واضحاً من حماس في شأن المبادرة اليمنية، فنص المبادرة واضح تماما، واذا كان موقف حماس ايجابياً سينطلق الحوار". ويقوم الرئيس عباس بجولة عربية تشمل الرياض والقاهرة لبحث فرص تولي طرف عربي اجراء اتصالات مع"حماس"وضمان تراجعها عن"الانقلاب". وقال مسؤولون في السلطة ل"الحياة"ان عباس يسعى الى حصول طرف عربي على موافقة اكيدة من"حماس"بتسليمه اجهزة الامن ليقوم هذا الطرف العربي بإعادة بناء هذه الاجهزة على اسس جديدة قبل اجراء حوار وطني.