سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حماس" تتقدم باقتراح لتمديد الحوار ... وعباس يرفض أي تعديل على "وثيقة الأسرى" . الاستفتاء الفلسطيني يقترب من لحظة الحسم في ظل فوضى واشتباكات متزايدة في غزة
تواصلت مساء امس مساعي اللحظات الاخيرة بين الرئاسة الفلسطينية وحكومة"حماس"قبل انقضاء المهلة التي حددها الرئيس محمود عباس بمنتصف ليل الاثنين - الثلثاء لتوصل الفصائل الى اتفاق في شأن"وثيقة الاسرى"، او اجراء استفتاء شعبي عليها. وكانت الوساطات تمخضت امس عن اقتراح قدمته"حماس"بتمديد الحوار الوطني وتغيير مكان انعقاده، في وقت رفض عباس ادخال اي تعديل على"وثيقة الاسرى". وتأتي هذه التطورات في ظل فوضى تجتاح الاراضي الفلسطينية حيث لم تصل الى المصارف الاموال الموعودة لدفع رواتب جزء من موظفي السلطة، حسب ما تعهد رئيس الحكومة اسماعيل هنية اول من امس. كما تتزامن مع ضربة صاروخية اسرائيلية استهدفت سيارة شمال غزة أودت بحياة ناشط فلسطيني واصابت اربعة اخرين. وذلك بعدما بدأ الانقسام يأخذ مجرى اكثر عنفاً بين الحركتين في الساعات الاخيرة، خصوصا في قطاع غزة الذي شهد اشتباكات مسلحة اسفرت عن اصابة خمسة اعضاء في"فتح"، بينهم ضابط في الامن الوقائي، في شارع عبسان قرب خان يونس التي شهدت مساء اول من امس سقوط خمسة قتلى. كما احرق مسلحون مكاتب ومعدات تابعة لمحطة تقوية ل"تلفزيون فلسطين"و"قناة فلسطين الفضائية"في مدينة خان يونس جنوب القطاع امس. راجع ص 6 و7 وتلعب الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"والوفد الأمني المصري دوراً في الوساطة الجارية، بين الرئاسة و"فتح"من جهة وبين"حماس"والفصائل المتحالفة معها من جهة اخرى. وكان مقررا ان يقوم الوسطاء بمساع أخيرة مساء امس قد تؤدي الى حل وسط يحقق انفراجة في الازمة السياسية والدستورية الراهنة. وكان رئيس حكومة"حماس"اسماعيل هنية وافق على اقتراح من ثلاث مراحل قدمته"الشعبية"للخروج من الازمة، ومن المقرر ان ينقله الى الرئيس عباس الوفد المصغر الذي كُلف التحاور مع قادة"حماس"في غزة. ويدعو الاقتراح الى بدء الحوار من جديد على اساس"وثيقة الاسرى"، لكن من دون تحديده بسقف زمني، على ان يكون مركزه قطاع غزة، معقل الحركة، وهو ما يرفضه عباس و"فتح". غير ان"فتح"رفضت هذا الاقتراح، واعتبرته محاولة من"حماس"لكسر تعهد عباس اجراء استفتاء شعبي في نهاية المهلة التي حددها لنجاح الحوار. وقال ممثل"فتح"للحوار عزام الاحمد:"لو كانت هناك نية لدى الاخوة في حماس للتوصل الى اتفاق لكانوا شاركوا في الحوار، لكنهم قاطعوه طيلة الايام العشرة الماضية بنية مبيتة وهي كسر تعهد الرئيس". من جانبه، رفض عباس ادخال اي تغييرات على"وثيقة الاسرى"، وهو ما سعت اليه"حماس"من طلبها تمديد الحوار، وقال في مؤتمر صحافي عقده مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في رام الله انه لن يقبل اي تغييرات على الوثيقة، مشيرا الى ان السماح بادخال تغييرات"سيجعلنا نعمل من دون نتيجة". ودعا الامين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم انصار"فتح"خلال مهرجان في رام الله في ذكرى نكبة عام 1967، للاستعداد للاستفتاء. وفي ما بدا انه مصالحة داخلية واسعة استعدادا للمواجهة السياسية المقبلة مع"حماس"، شاركت في المهرجان غالبية قادة"فتح"المعروفة بخصومتها الشديدة بين بعضها بعضاً، مثل الطيب عبدالرحيم وهاني الحسن وجبريل الرجوب وقدورة فارس. وقال مقربون من عباس انه طلب من فريق قانوني اعداد دراسة للجوانب القانونية المختلفة للاستفتاء واجراء التحضيرات اللازمة لاجرائه في وقت قريب. ومن المقرر ان يعقد الرئيس الفلسطيني اليوم اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يتوقع ان يصدر عنه اعلان عن موعد الاستفتاء. ويقول مقربون من عباس انه يفضل اصدار الاستفتاء باسم منظمة التحرير لتجنب اي اشكالات قانونية قد تظهر في الطريق. ويرى المراقبون ان المرحلة المقبلة ستشهد مواجهة سياسية حادة بين الحركتين في شأن الاستفتاء قابلة للتدهور الى مواجهة عسكرية. فحركة"فتح"ترى في الاستفتاء وسيلة لاعادة تعزيز مكانتها التي فقدتها في الانتخابات، في حين ترى"حماس"فيه وسيلة"فتحاوية"للانقلاب على النصر الذي حققته.