الكاتب البريطاني كولن ولسون الذي عرف عربياً في مرحلة السبعينات وترجم الكثير من كتبه لا سيما"اللامنتمي"يطلّ مجدداً في كتابه"فن الرواية"الصادرة ترجمته العربية حديثاً عن"الدار العربية للعلوم - ناشرون"بقلم محمد درويش. يرى ولسون الى الرواية كمرآة لا بد من أن يبصر الروائي فيها وجهه وصورته الذاتية. ولكن أي نوع من المرآة؟ يطلب ولسون من القارئ مزيجاً من عدسات التصوير المقربة والمكبرة. وهو النمط الذي لم يتحقق إلا على يد تولستوي. وبهذه الوسيلة تستطيع الرواية أن تجعل القارئ يعي تجربته. ويعالج ولسون في هذا الكتاب الأطروحة المتمثلة في أن جوهر المشكلة في رواية القرن العشرين هو أن الروائي لا يعرف ما يريد من الحياة ومن الفن. إن الشك والتشاؤم يقودان الى محاولات متباينة من أجل إيجاد الحل. فهناك على سبيل المثل مبدأ تحقيق الرغبة في الروايات التي تتراوح بين الكتب الأكثر رواجاً في المكتبات وپ"وداعاً للسلاح"وپ"يولسيس"، والتجربة الواعية التي لا تؤدي الى نمط من أنماط الرواية الرائدة، بل الى نمط من أنماط الرواية المعبِّرة عن اللاإنتماء. ليست هذه سوى بعض القضايا التي يطرحها ولسون من خلال عرض شامل لمسيرة الرواية. والكتاب في نهاية المطاف ما هو إلا بيان واضح يعبّر عن فلسفة ولسون المتفائلة بخصوص مستقبل الرواية. ومن عناوين الكتاب: صفة الإبداع، صائغو الأفكار، الانهيار والسقوط، وصفة للنجاح، أنواع تحقيق الرغبة، تجارب، أفكار...