سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حقيبة الدفاع لإلياس المر والداخلية لماروني يسميه سليمان و "حزب الله" يريد وزارة الإتصالات . لبنان : الجيش يقتل انتحارياً قرب عين الحلوة ودهم في الشمال بعد استشهاد عسكري بانفجار
انصرف رئيس الحكومة اللبنانية المكلف فؤاد السنيورة الى جوجلة مطالب الكتل النيابية في الحقائب وعدد الوزراء في الحكومة الجديدة، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي التقاه مساء أمس، وفي اتصالات جانبية مع الفرقاء المعنيين، بعدما كثرت المطالبة من جانب العديد من الكتل بالحقائب نفسها، سواء السيادية أو الخدماتية، وسط توافق بين الرئيسين على طريقة توزيع عدد من الحقائب الرئيسية، وبعض الأسماء التي ستتولاها. راجع ص 7 و8 وفيما تتوالى زيارات الموفدين الأجانب والعرب لدعم لبنان والرئيس سليمان مع انطلاقة عهده، وأبرزهم كان أمس نائب وزير الدفاع الأميركي إريك آدلمان الذي أكد لسليمان دعم ما تضمنه خطاب القسم للرئيس الجديد لا سيما في ما يتعلق بدور المؤسسة العسكرية، فإن حادثين أمنيين وقعا أمس توقف الوسط السياسي عندهما، نظراً الى القلق الذي يساور الجميع من استهداف الجيش اللبناني. إذ استشهد مجند في الجيش فجراً بانفجار عبوة في أحد مراكزه في منطقة العبدة في قضاء عكار شمال لبنان، ما أدى الى قطع الطريق الدولية الشمالية لبعض الوقت. وفيما ذكر بعض المعلومات أن المركز التابع للجيش هو لمديرية المخابرات فيه أكدت مديرية التوجيه أن المجند الشهيد مكلف حفظ الأمن في المنطقة. وفيما أكدت مصادر أمنية ل"الحياة"أن مديرية المخابرات وقوى الجيش تقوم بمداهمات في الشمال بحثاً عن مشتبه بهم بوضع العبوة الناسفة التي عاينها خبراء الأدلة الجنائية، والتأكد مما إذا كانت لنشطاء إسلاميين علاقة بها على خلفية معارك مخيم نهر البارد مع تنظيم"فتح الإسلام"قبل سنة، وقع الحادث الثاني حين أردى الجيش اللبناني بعد ظهر أمس رجلاً كان ينوي تنفيذ هجوم عند مدخل مخيم عين الحلوة الفلسطيني قرب مدينة صيدا الجنوبية. وصدر ليلاً عن قيادة الجيش البيان الآتي:"الساعة 16.00، وعند مدخل تعمير عين الحلوة اشتبه بأحد الأشخاص لدى سقوط رمانة يدوية منه على الأرض. تم استدعاؤه من قبل عناصر حاجز الجيش للتفتيش فتمنّع عن المثول وانطلق مسرعاً لتفجير نفسه بناقلة جند بحزام ناسف موضوع على خصره، حيث أطلقت باتجاهه النار مما أدى الى مقتله على الفور. على الأثر عزلت قوى الجيش المكان، وعمل الخبير العسكري على تعطيل الحزام حيث قدرت كمية المتفجرات بكيلوغرامين من مادة ال"تي. ان. تي"وكيلوغرام من الكرات المعدنية، وتبين أن الشخص هو من التابعية الفلسطينية يحمل اسم محمود ياسين الأحمد 28 سنة وبوشر التحقيق". وكان السفير السعودي في بيروت الدكتور عبدالعزيز خوجة زار الرئيس سليمان أمس ونقل إليه تحيات القيادة السعودية، مؤكداً الثقة بقيادة سليمان الحكيمة. وإذ تمنى خوجة أن ينتهي المسار الديموقراطي بالنسبة الى تشكيل الحكومة في أقرب وقت، وتبدأ كل المؤسسات والوزارات بأخذ وضعها الطبيعي، نفى السفير السعودي رداً على سؤال أي دور لبلاده في إعادة تكليف السنيورة وقال:"هذا غير صحيح. ولو كلّف زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري لقالوا إن هناك ضغطاً من المملكة. ولو كلف فؤاد السنيورة لسمعنا الكلام نفسه وهذا كله إشاعات والمملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان"الذي وصفه بأنه"ديموقراطي يعرف كيف يحكم نفسه...". وكان نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة عبدالله العطية الذي شارك في الوفد الذي رافق أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في زيارته دمشق عاد الى بيروت ليل الجمعة والتقى أمس كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والسنيورة والنائب الحريري. وتوقع العطية"صيفاً بارداً"للبنان. التشكيلة الحكومية أما على صعيد التشكيلة الحكومية فأكدت مصادر قريبة من"المطبخ"الذي يتولى الإعداد لها، أن السنيورة أنهى استشاراته التي استكملها قبل ظهر أمس،"بعدما استمع الى الكثير من المطالب في شأن عدد الوزراء الذين تطالب بهم بعض الكتل، والحقائب، والى قليل من الأسماء"، ما يدل الى أن الطروحات أثناء هذه الاستشارات بعضها للتفاوض والآخر للمناورة، على رغم أن بعض الأسماء ثابت في التشكيلة المقبلة ومطالب الكتل. لكن المصادر المتنوعة اتفقت على القول إن"العقد"التي ظهرت على صعيد هذه المطالب هي من النوع التقليدي في تأليف الحكومات في لبنان. ووفق ما تجمع لدى"الحياة"من معطيات على هذا الصعيد يمكن ذكر الآتي: 1 - على صعيد الحقائب السيادية الأربع الداخلية، الدفاع، الخارجية والمال: بات محسوماً وباتفاق بين سليمان والسنيورة مدعوم من عدد من القوى السياسية في الأكثرية والمعارضة أن الحقيبتين المعنيتين بالأمن تعودان الى من يسميهما سليمان أي الدفاع الى الأرثوذكسي إلياس المر، المحسوب على حصة الرئيس والداخلية الى شخصية مارونية يسميها رئيس الجمهورية من أصل الوزراء الثلاثة الذين خصصهم له اتفاق الدوحة. وتردد ان المرشح الماروني لتولي الداخلية هو القائد السابق للشرطة العسكرية العميد المتقاعد نبيل الغفري من بلدة علما الشعب الجنوبية. وهذا التوزيع يفرض أن تكون الحقيبتان الأخريان للسنة والشيعة، فالرئيس بري طالب بالخارجية التي ردد أمام البعض أنه سيختار لها رجلاً كفوءاً ومحترفاً، قيل أنه السفير المتقاعد جهاد مرتضى، والمال، التي تعود حكماً في هذه الحال الى الطائفة السنية وسيختار لها السنيورة أحد الأسماء، مع احتمال أن يتولاها هو شخصياً. وإذ نفى بري أن يكون طلب المال، فإن زعيم تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون كان طالب بها حين التقى السنيورة، بالتالي ستتعذر تلبية مطلبه بحكم التوزيع الطائفي. 2 - الحقائب الخدماتية: وهي شهدت أكبر مقدار من المطالب من الكتل، لأسباب تتعلق بتهيؤ كل فريق لخوض الانتخابات النيابية بعد عشرة شهور، عبر ما تقدمه هذه الحقائب للجمهور العريض. وإذ طالب العماد عون بحقيبتي الصحة، ما أزعج حليفه الرئيس بري الذي طلبها للوزير الحالي محمد خليفة، والأشغال العامة لمسؤول العلاقات السياسية في"التيار الوطني الحر"وصهره المهندس جبران باسيل، فإن الأمر لم يحسم بعد في شأنها نظراً الى مطالبة التكتل الطرابلسي باحتفاظ الوزير محمد الصفدي بها. وطالب عون بحقيبة العدل التي يفضل تيار"المستقبل"الحصول عليها نظراً الى علاقتها بما تبقى من مهام في شأن تسهيل مهمة لجنة التحقيق الدولية ومن ثم المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ورفض"حزب الله"الاحتفاظ بحقيبة الطاقة نظراً الى مشكلة التيار الكهربائي المزمنة والمتفاقمة في البلاد والتي تطاول شعبية من يتولى هذه الحقيبة التي يسعى أي فريق الى الابتعاد عنها. وطالب الحزب بديلاً منها بحقيبة الاتصالات التي كان يتولاها الوزير مروان حمادة، وسط معطيات عن أن الأكثرية تتحفظ عن ذلك، على خلفية شبكة الاتصالات الخاصة التي أقامها"حزب الله"والمستقلة عن شبكة الدولة، والتي كانت تسببت في قرار من الحكومة ورد فعل ميداني وعسكري من الحزب... 3 - توزير أقطاب في الحكومة: أدت المعلومات عن مطالبة كتلة"القوات اللبنانية"بتوزير رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع كوزير دولة، وما ذكر عن مطالبة حزب الكتائب بتوزير الرئيس السابق أمين الجميل الى تسريب معلومات من محيط العماد عون مفادها أنه إذا كان خصومه من الأقطاب سيدخلون الحكومة فإنه سيدخلها، هو أيضاً. ونقل عن أوساط حركة"أمل"أن مطلب جعجع يعني توزير الصقور، ما يعني حصول مناكفات في الحكومة"يفرض علينا اختيار الوزراء من هذا النوع أيضاً". ولم تظهر في المقابل حماسة لتوزير أقطاب آخرين في الأكثرية. 4 - طلب"حزب الله"توزير سني ودرزي من المعارضة بدل وزيرين شيعيين من حصته، على أن تأخذ الأكثرية هذين الوزيرين. وفيما تأكدت أنباء عن أن النائب الحريري ليس في وارد التخلي عن أي مقعد سني، قالت مصادر في المعارضة أن رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط يبدي ليونة إزاء إمكان تسمية الوزير السابق طلال ارسلان من المعارضة، على خلفية تعاونهما من أجل وقف الصدامات في الجبل مع"حزب الله". وأكدت مصادر جنبلاط أن هذا الأمر"لم يبت في المبدأ فكيف يروّج عن جنبلاط استعداده لمقايضة كهذه ومن قال، افتراضاً، إنه يريد بديلاً شيعياً لتوزير إرسلان مثلاً، وليس بديلاً مسيحياً؟ فهل ان"حزب الله"قادر على إقناع حليفه العماد عون بالتخلي عن مقعد مسيحي مقابل ارسلان؟". وأكدت أوساط متابعة لتشكيل الحكومة أن مطلبي"حزب الله"على هذا الصعيد قد يكونان لإثبات أنه طالب لحلفائه بمقاعد لكنه لم ينجح في الحصول عليها لهم. السنيورة وقال السنيورة أنه عرض مع الرئيس سليمان حصيلة هذه المشاورات والأفكار التي دارت و"استعرضنا سوية كل هذه الأمور. هناك عمل كبير سنقوم به خلال الفترة المقبلة من أجل توليف هذه الوزارة، وسأطلع رئيس الجمهورية في شكل مستمر على كل تقدم يتحقق. ما أستطيع قوله الآن انني ما زلت على الموقف ذاته، ماشي ومرتاح على أساس أننا نتقدم، ولكن لن نعطي أي تاريخ لموعد إنجاز الحكومة العتيدة التي يتطلع إليها اللبنانيون جميعاً ونأمل بأن تفي بتوقعاتهم وآمالهم". ونفى السنيورة وجود عراقيل من المعارضة وقال:"في العمل الديموقراطي يعبر الشخص عن رأيه ويقول أنا أرشح فلاناً أو لا أرشح، وهذا حقه، وهناك ناس لم يرشحوا لكنهم قالوا بصراحة: صحيح إننا لم نرشح لكننا سنتعاون في شكل كبير لإنجاز تأليف الحكومة". وعن الصعوبات المتعلقة ببعض المقاعد قال السنيورة:"هذا عمل رئيس الوزراء وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية، بالتالي اتركوا هذا الأمر لنا. نعرف عملنا وسنرى كيف سنرتب الأمور ولا تخافوا". وعن الحادثين الأمنيين أمس قال السنيورة:"كان هذا أيضاً محور الحديث مع رئيس الجمهورية، ونتابع التحقيقات، لذلك لا أريد أن أستعجل بإعطاء أي موقف سوى الإدانة، والتعرف الى حقيقة الذي جرى". واستدرك:"سأقول حتماً إن العسكريين في عين الحلوة تنبهوا الى هذا الأمر وأخذوا الموقف الذي عطل النية الإرهابية التي كانت لدى الانتحاري". وعما إذا كانت هذه الحوادث موجهة ضد الرئيس سليمان، قال السنيورة:"دعونا نستجلي كل جوانب الأمر، ونرى بعدها كيف نعالج الأمر".