سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كتلة بري تطلب حقيبة المال وعون يحدد حصته و "حزب الله" لا يرى اختلافاً حول البيان الوزاري . لبنان : الاستشارات لتشكيل حكومة السنيورة تطرح المبادلة في التمثيل الطائفي والحقائب
بدأت الكتل النيابية اللبنانية الموالية والمعارضة طرح مطالبها في عملية تأليف الحكومة، على الرئيس المكلف فؤاد السنيورة خلال الاستشارات النيابية الرسمية التي باشرها أمس وينهيها بعد ظهر اليوم. وكان أبرز تلك المطالب أمس إعلان كتلة نواب"حزب الله"أن يكون هناك وزيران من المعارضة على حساب حصة الحزب، أحدهما من الطائفة السنّية والآخر من الطائفة الدرزية، فيما طالبت كتلة الرئيس نبيه بري بالحصول على حقيبة وزارة المال من ضمن خمس حقائب طالبت بها حركة"أمل"و"حزب الله"إضافة الى وزير دولة. وفتحت الاستشارات بازار التفاوض الفعلي على الحصص وتسمية الكتل لمرشحيها والحقائب في الحكومة، وطرحت مسألة المبادلة في التمثيل الطائفي بين الأكثرية والمعارضة، بناء لاقتراح"حزب الله"التخلي عن مقعدين. وإذ غلبت على تصريحات الكتل النيابية عند خروجها من لقائها مع السنيورة التصريحات الإيجابية، والتشديد على أن مطالبها ليست للعرقلة، فإن الساعات المقبلة من التفاوض الجانبي لغربلة المطالب ستوضح مدى إمكان تجاوز التعقيدات التي يفرضها تشابك المطالب عبر مساومات تحفظ لكل فريق الحد الأدنى من دوره في التركيبة الحكومية المقبلة، خصوصاً ان السنيورة سيعرض نتائج الاستشارات وتقويمها لمطالب الكتل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد انتهائه منها. راجع ص 4 و5 وأعلن الرئيس سليمان أمس، أثناء استقباله وفداً من كبار ضباط الجيش لتهنئته بانتخابه، ان"لبنان لا يعيش من دون وحدة أبنائه"، مؤكداً انه لن يتدخل في عمل المؤسسة العسكرية إلا عندما تقتضي المصلحة العليا، ومعتبراً ان وحدتها كانت"نموذجاً لوحدة اللبنانيين". والتقى سليمان نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة عبدالله العطية الذي قال أنه غير صحيح ان اتفاق الدوحة أرسى هدنة"ويجب ألا نبرر أو نسوّغ فكرة الهدنة"، مؤكداً أن اللبنانيين لم يعودوا ذاهبين الى المجهول. وأشار العطية الى أن الدور السوري كان إيجابياً جداً في التوصل الى اتفاق الدوحة، واعتبر أن"الطبيعة التاريخية والجغرافية بين لبنان وسورية تحتم أن تكون هناك علاقات مميزة بين الدولتين". وأشار العطية الى أن"الجهود القطرية متواصلة وستكون هناك مواكبة لكل ما يحصل، وتسريع تشكيل الحكومة وفق التقسيم الذي اتفق عليه...". وكان البارز من الاستشارات أمس إعلان نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر أن نجله وزير الدفاع في الحكومة السابقة الياس المر مرشح لتولي حقيبة في الحكومة الجديدة، مرجحاً أن يكون من حصة الرئيس سليمان، ونافياً ترشيحه لحقيبة الداخلية. أما رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط فطالب إضافة الى التمثيل الدرزي، بتمثيل كتلته على الصعيد المسيحي لأن النواب المسيحيين فيها أكثر من الدروز، ومن السنّة. وقالت مصادر كتلة"حزب الله"إن وفدها طالب السنيورة بالحصول على 5 حقائب ووزير دولة من الوزراء الستة المخصصين ل"أمل"و"حزب الله"، وأن هذا المطلب متفق عليه مع الرئيس بري. أما بالنسبة الى ما أعلنه عن استعداد الحزب وكتلته النيابية للتخلي عن وزيرين شيعيين من حصته لمصلحة توزير سنّي ودرزي من المعارضة فإنه يتناول حصة الحزب وليس"أمل". وعلم ان السنيورة استمع الى وفد"حزب الله"ولم يعلّق. ولفت قول النائب رعد أن وفد الحزب تطرق الى"ما نريد أن يتضمنه البيان الوزاري في شأن المقاومة ضد الاحتلال... ولم نجد ما هو مختلف حوله". وقال إنه ترك في عهدة السنيورة"مسألة الحقائب التي نريدها، حتى يقرر". وكان أحد أركان المعارضة أوضح ل"الحياة"أن ما سمعه من الرئيس بري هو أن طرح فكرة تمثيل المعارضة بوزيرين سنّي ودرزي بدل وزيرين شيعيين من حصة"حزب الله"هو مطلب وليس شرطاً. وأكد الركن نفسه في المعارضة أن الأخيرة لا تربط مشاركتها في الحكومة بهذا المطلب. وفيما دعت كتلة بري الى تعيين وزير حيادي في الداخلية ليشرف على الانتخابات النيابية العام المقبل، شكلت الاستشارات فرصة للقاءات جانبية وخلوات بين بعض القيادات، وتشاور السنيورة مع بري وجنبلاط وقوفاً بعد الجولة الصباحية من الاستشارات، فيما عقد زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري خلوة مع بري تناولا فيها تشكيل الحكومة وسبل معالجة ذيول الأحداث الأمنية في بيروت والجرح العميق الذي خلفته. وبعد لقائه السنيورة حيث عرض موقف كتلة"المستقبل"من تأليف الحكومة، رأى الحريري أن"هناك صفحة جديدة"، داعياً الى حكومة جديدة تكرس المصالحة لتضميد الجرح بعدما تعرضت له بيروت وتنفيذ خطوات لمداواة الجرح لأن بيروت لا تستأهل ما حل بها". ونوه بإيجابيات خطاب القسم، قائلاً:"في هذا العهد الجديد والرئيس ميشال سليمان فرصة جديدة لفتح صفحة جديدة في البلد. واليوم مع حكومة الوحدة الوطنية المفروض علينا جميعاً أن نكرس جهودنا لننجح الحكومة لأن البلد يحتاج، خصوصاً في هذه الأجواء الإيجابية التي تصدر عن الجميع، ان نصل الى اتفاق في أسرع وقت ممكن". وأوضح انه أكد للسنيورة كما للرئيس سليمان"أن علينا أن نبدأ فعلياً تنفيذ اتفاق الطائف كما يجب أن يكون، واليوم سندخل في صفحة جديدة... ان تفاق الدوحة هو عهد علينا جميعاً وهناك خطوات علينا القيام بها، انتخبنا الرئيس والآن نشكل حكومة وان شاء الله قانون الانتخاب مثلما اتفقنا عليه سننفذه". وعن لقائه بري قال ان"معظم الحوار كان على طريقة المصالحة التي يجب أن تتبع لأن هناك جرحاً عميقاً ويجب أن يداوى... يجب أن تكون هناك خطوات لنستطيع أن نداوي هذا الجرح العميق، خصوصاً أن أهل بيروت لا يستأهلون الذي حصل لهم". والتقى السنيورة رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النائب ميشال عون الذي قال:"عرضنا النقاط الأساسية للبيان الوزاري وهي خطاب القسم مع بعض الإضافات". وطالب بخمسة وزراء، وأضاف:"حددنا الحقائب المطلوبة وأودعناها دولة الرئيس"، رافضاً كشفها. وزاد:"حتى الآن لم نعرض أي مقايضة لوزرائنا فنحن لدينا تمثيل ماروني وأرثوذكسي وأرمني وكاثوليكي أي لكل الطوائف". وطالبت كتلة نواب الأرمن الذين تحدث باسمهم النائب هاغوب بقرادونيان بوزيرين من الأرمن الأرثوذكس، تنفيذاً ل"الطائف". وطرح بقرادونيان اسم الوزير السابق آلان طابوريان، مشيراً الى انه يطالب ب"حقائب متواضعة". وتردد أن الثاني هو بقرادونيان نفسه الذي رشحه عون لأنه عضو في تكتله. وتحدث باسم كتلة"القوات اللبنانية"النائب جورج عدوان، مشدداً على"ضرورة تعاون الجميع لتشكيل حكومة تلبي متطلبات الناس". وقال:"أبلغنا الرئيس السنيورة أن همّنا الأول أن تعود المؤسسات لتقوم بواجبها"، رافضاً كشف الحقائب والأسماء التي تطالب بها"القوات". وتمنى رئيس"التكتل الطرابلسي"النيابي الوزير محمد الصفدي بعد لقاء السنيورة ان يحتفظ التكتل بحقيبة الأشغال العامة التي يتولاها هو. كما استقبل السنيورة كتلة نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي.