تعكف الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي على وضع اللمسات الأخيرة لعقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 4 حزيران يونيو الجاري وتنتهي أعماله في السادس من الشهر نفسه. وأكملت الرابطة استعداداتها لاستقبال المشاركين في المؤتمر، الذي سينطلق حواره من الحرص على التعايش السلمي والتفاهم الاجتماعي، والتعاون المدني بين المسلمين والمسالمين من غير المسلمين. وقال الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي:"إن مطالبة خادم الحرمين الشريفين أمم العالم بالحوار مرتبط، بحرصه على أن يحل التفاهم والتعايش والتواصل والتعاون بين بني البشر مكان التنابز والتنافر والصراع". وكانت الأمانة العامة للرابطة وجّهت الدعوة للمشاركة في المؤتمر إلى عدد كبير من الشخصيات الإسلامية البارزة من مختلف الدول الإسلامية والبلدان، التي تعيش فيها أقليات مسلمة ممن يمثلون هيئات الإفتاء والإدارات الدينية والمراكز والاتحادات والروابط الإسلامية، إضافة إلى عدد من القادة والوزراء والمفكرين المسلمين من مختلف القارات، إذ ستشارك في هذا المؤتمر العالمي أكثر من 500 شخصية إسلامية. ويسعى المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي يضم هذا التجمع الكبير لرواد الأمة ومفكريها إلى التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في القرآن والسنّة النبوية، وإبراز ضوابطه وآدابه واستلهام العبر والأحكام من معين الأصول الإسلامية، ودرس الإشكالات المتعلقة بمسائل الحوار، وتقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لتحقيق مقاصد الشريعة ومصالح الأمة المسلمة، ودرس تجارب الحوار السابقة والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها، ووضع خطة موحدة للنهوض بمستقبله وتطويره من خلال تجميع الخبرات السابقة والإفادة منها، والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار، ودرس وسائل استثمار الحوار بالتعريف بالإسلام وتصحيح الصور المغلوطة عنه، وتقديمه أنموذجاً قادراً على معالجة مختلف التحديات التي يحار العالم اليوم في التصدي لها، ودرس سبل فتح قنوات حوارية جديدة مع مختلف الفئات المؤثرة في مجتمعاتها، وتعزيز جهود الهيئات والدول الإسلامية في توجهها لإنشاء مراكز للحوار مع الآخرين، مع التأكيد على التقيد بالضوابط الشرعية. ولقيت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان ترحيباً عالمياً واسعاً. إذ رحبت المراكز الثقافية الإسلامية المنتشرة في العالم بالمؤتمر، وتلقت الرابطة اتصالات من مسؤولي المراكز الإسلامية في الخارج، أكدوا فيها أهمية انطلاق الحوار الإسلامي مع غير المسلمين وفق أسس مدروسة، يتضح من خلالها مفهوم الحوار وأهدافه وضوابطه ووسائله. يذكر أن المؤتمر يناقش 4 محاور يركز الأول التأصيل الإسلامي للحوار على تحديد مفهوم الحوار وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله مع النظر في تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ. ويختص الثاني بمنهاج الحوار وضوابطه، ويعالج المشاركون من خلاله إشكالات الحوار ومحظوراته وتحديد آلياته وآدابه. أما الثالث فهو مع من نتحاور ومن هم أطراف الحوار من أتباع الرسالات الإلهية وأتباع الفلسفات الوضعية، وسيناقش المشاركون من خلال هذا المحور مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام. ويتصل المحور الرابع بمجالات الحوار، وتشمل شؤون الإنسان وإصلاح حال المجتمعات البشرية، وعلاج ما يتعلق بصراع الحضارات والسلم العالمي، إلى جانب مخاطر البيئة وقضايا الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.