وجهت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الدعوة للمشاركة في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي ستعقده تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في مكةالمكرمة خلال الفترة من الثلاثين من جمادى الأولى إلى الثاني من جمادى الآخرة 1429ه إلى العديد من الشخصيات الإسلامية البارزة من مختلف الدول الإسلامية والبلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة ممن يمثلون هيئات الإفتاء والإدارات الدينية والمراكز والاتحادات والروابط الإسلامية بالإضافة إلى عدد من القادة والوزراء والمفكرين المسلمين من مختلف القارات حيث سيشارك في هذا المؤتمر العالمي أكثر من (500) شخصية إسلامية. وأوضح معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أنه تجاوباً مع المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين في دعوة العالم إلى الحوار عزمت رابطة العالم الإسلامي على عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في جنبات مكةالمكرمة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبحضور لفيف من العلماء والمفكرين ليتدارسوا ويقوِّموا التجربة السابقة وليؤسسوا لمرحلة جديدة وفق رؤية متكاملة لمشروع الأمة في القرن الحادي والعشرين للتعريف بالإسلام عبر الكلمة والحوار. وأكد الدكتور التركي أهمية عناية المسلمين في الحوار عبر المنطلقات الواضحة التي تسهم في إنجاح الحوار وإيصال رسالة الإسلام وما فيها من خير ورحمة للبشرية إلى الآخرين مما يدعو إلى التركيز على الانطلاق في الحوار من أن أساس الرسالات الإلهية كلها الدعوة إلى إخلاص العبادة لله والسعي لإسعاد البشرية مما يوجب على أتباعها التعاون على البر والإصلاح من أجل خير الإنسانية جمعاء ومخاطبة الوجدان الإنساني وحث المخلوقين للعودة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى جوهر ما دعت إليه رسالات الله التي تنزلت على أنبيائه وتشجيع الأعمال التي ترسخ القيم المشتركة بين بني الإنسان وتحث على حفظ الكرامة الإنسانية والصدق والعدالة والعمل على ترقيتها وصونها وترسيخ الأخلاق الفاضلة ومنع أسباب التفكك الأسري صوناً للمجتمعات الإنسانية وحماية لها ومواجهة الإلحاد في المعتقدات والإباحية والظلم والاضطهاد والحرص على التعايش السلمي والتفاهم الاجتماعي والتعاون المدني بين المسلمين والمسالمين من غير المسلمين خاصة حينما تجمعهم ديار واحدة. وبين أن من أهم ما يسعى إلى تحقيقه المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي يضم هذا التجمع الكبير لرواد الأمة ومفكريها التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في القرآن والسنة النبوية وإبراز ضوابطه وآدابه واستلهام العبر والأحكام من معين الأصول الإسلامية ودراسة الإشكالات المتعلقة بمسائل الحوار وتقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لتحقيق مقاصد الشريعة ومصالح الأمة المسلمة ودراسة تجارب الحوار السابقة والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها ووضع خطة موحدة للنهوض بمستقبله وتطويره من خلال تجميع الخبرات السابقة والإفادة منها والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار ودراسة وسائل استثمار الحوار بالتعريف بالإسلام وتصحيح الصور المغلوطة عنه وتقديمه أنموذجا قادرا على معالجة مختلف التحديات التي يحار العالم اليوم في التصدي لها ودراسة سبل فتح قنوات حوارية جديدة مع مختلف الفئات المؤثرة في مجتمعاتها وتعزيز جهود الهيئات والدول الإسلامية في توجهها لإنشاء مراكز للحوار مع الآخرين مع التأكيد على التقيد بالضوابط الشرعية. وأفاد الدكتور التركي أن القضايا التي سيناقشها المؤتمر وكذلك أهدافه ومقاصده تؤكد أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وتأكيده أهمية الحوار ودعوته إليه للتفاهم من خلال القواسم المشتركة مع المجتمعات الأخرى وتأسيس العلاقات النموذجية في العالم على أساس الاحترام المتبادل خاصة في عصرنا الحالي الذي يتسم بالصراعات والأزمات . الجدير بالذكر أن المحاور التي سيناقشها علماء الأمة ومفكروها في المؤتمر هي (التأصيل الإسلامي للحوار) ويركز على تحديد مفهوم الحوار وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع النظر في تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ و (منهاج الحوار وضوابطه) ويعالج المشاركون من خلاله إشكالات الحوار ومحظوراته وتحديد آلياته وآدابه و( مع من نتحاور؟) وهم أطراف الحوار من أتباع الرسالات الإلهية وأتباع الفلسفات الوضعية المعتبرة وسيناقش المشاركون في هذا المحور مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة للإسلام و(أسس الحوار وموضوعاته) وهي عديدة تشمل شؤون الإنسان وإصلاح حال المجتمعات البشرية وعلاج ما يتعلق بصراع الحضارات والسلم العالمي إلى جانب مخاطر البيئة وقضايا الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.