سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. التركي : المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار سيضع رؤية متكاملة لمشروع الأمة للتعريف بالإسلام يبدأ اعماله الأربعاء القادم
مناقشة قضايا الأسرة والأخلاق في المجتمع الإنساني
تتواصل استعدادات رابطة العالم الاسلامي لانطلاق فعاليات المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي ستعقده تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في مكةالمكرمة في الفترة من الثلاثين من جمادى الأولى إلى الثاني من جمادى الثانية 1429ه . وأوضح معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة ، وقال : إنه تجاوبا مع المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين، في دعوة العالم إلى الحوار، عزمت رابطة العالم الإسلامي على عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار” في جنبات مكةالمكرمة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبحضور لفيف من العلماء والمفكرين، ليتدارسوا ويقوِّموا التجربة السابقة، وليؤسسوا لمرحلة جديدة وفق رؤية متكاملة لمشروع الأمة في القرن الحادي والعشرين، للتعريف بالإسلام ، عبر جهاد الكلمة، وعبر الحوار. وقال معاليه : إن علماء الأمة الإسلامية ومفكريها أكدوا في العديد من الاتصالات والمراسلات على أهمية الحوار مع غير المسلمين، ومباشرة أعماله وتنفيذ مهامه، لأنه وسيلة للرد على القوى التي ما فتئت تحرض على الإسلام وتعدّه عدواً للحضارة ، تستعدي عليه القوى المختلفة، فتنال تارة من مقدساته ورموزه، وتشكك أخرى في إنجازاته التاريخية وتجربته الحضارية الفريدة ، عبر الدعوة إلى صراع الحضارات الذي ينادي به بعض المفكرين، مدفوعين بعوامل الكراهية والتشاؤم والأنانية والاستعلاء على الآخر. وأكد د. التركي على أهمية عناية الطرف الإسلامي في الحوار المنطلقات الواضحة ،التي تسهم في إنجاح الحوار ،وإيصال رسالة الإسلام وما فيها من خير ورحمة للبشرية إلى الآخرين ، مما يدعو إلى التركيز على : أولا : الانطلاق في الحوار من أن أساس الرسالات الإلهية كلها، الدعوة إلى إخلاص العبادة لله، والسعي لإسعاد البشرية ، مما يوجب على أتباعها التعاون على البر والإصلاح ، من أجل خير الإنسانية جمعاء. ثانياً : مخاطبة الوجدان الإنساني، وحث المخلوقين للعودة إلى الله سبحانه وتعالى ، وإلى جوهر ما دعت إليه رسالات الله التي تنزلت على أنبيائه . ثالثاً : تشجيع الأعمال التي ترسخ القيم المشتركة بين بني الإنسان ، وتحث على حفظ الكرامة الإنسانية والصدق والعدالة، والعمل على ترقيتها وصونها. رابعاً : ترسيخ الأخلاق الفاضلة، ومنع أسباب التفكك الأسري ، صوناً للمجتمعات الإنسانية وحماية لها. خامساً : مواجهة الإلحاد في المعتقدات والإباحية والظلم والاضطهاد . سادساً: الحرص على التعايش السلمي والتفاهم الاجتماعي والتعاون المدني بين المسلمين والمسالمين من غير المسلمين، خاصة حينما تجمعهم ديار واحدة. وقال د. التركي : إن من أهم ما يسعى إلى تحقيقه المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي يضم هذا التجمع الكبير لرواد الأمة ومفكريها: o التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في القرآن والسنة والنبوية، وإبراز ضوابطه وآدابه، واستلهام العبر والأحكام من معين الأصول الإسلامية. o دراسة الإشكالات المتعلقة بمسائل الحوار، وتقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لتحقيق مقاصد الشريعة ومصالح الأمة المسلمة. o دراسة تجارب الحوار السابقة ، والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها، ووضع خطة موحدة للنهوض بمستقبله وتطويره من خلال تجميع الخبرات السابقة والإفادة منها. o التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار، ووضع آلية يمكن من خلالها توحيد الصف الإسلامي والظهور أمام الآخرين بموقف النِّد. o دراسة وسائل استثمار الحوار بالتعريف بالإسلام ، وتصحيح الصور المغلوطة عنه، وتقديمه أنموذجا قادرا على معالجة مختلف التحديات التي يحار العالم اليوم في التصدي لها. o تقويم جدية الجهات المحاورة ، ودراسة سبل فتح قنوات حوارية جديدة مع مختلف الفئات المؤثرة في مجتمعاتها. o تعزيز جهود الهيئات والدول الإسلامية في توجهها لإنشاء مراكز للحوار مع الآخرين، مع التأكيد على التقيد بالضوابط الشرعية. وقال د. التركي : إن القضايا التي سيناقشها المؤتمر، وكذلك أهدافه ومقاصده، تؤكد أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وتأكيده على أهمية الحوار، ودعوته إليه للتفاهم من خلال القواسم المشتركة مع المجتمعات الأخرى ، وتأسيس العلاقات النموذجية في العالم على أساس الاحترام المتبادل، خاصة في عصرنا الحالي الذي يتسم بالصراعات والأزمات . الجدير بالذكر أن المحاور التي سيناقشها علماء الأمة ومفكروها في المؤتمر هي: المحور الأول : التأصيل الإسلامي للحوار ، ويركز على تحديد مفهوم الحوار وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مع النظر في تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ. المحور الثاني : منهاج الحوار وضوابطه ، ويعالج المشاركون من خلاله إشكالات الحوار ومحظوراته وتحديد آلياته وآدابه. المحور الثالث : مع من نتحاور؟ وهم أطراف الحوار من أتباع الرسالات الإلهية وأتباع الفلسفات الوضعية المعتبرة ، وسيناقش المشاركون في هذا المحور مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة للإسلام. المحور الرابع : أسس الحوار وموضوعاته ، وهي عديدة تشمل شؤون الإنسان وإصلاح حال المجتمعات البشرية ، وعلاج ما يتعلق بصراع الحضارات والسلم العالمي ، إلى جانب مخاطر البيئة ، وقضايا الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.