لمدينة الطائف السعودية، تلك المدينة القابعة على مساحات خضراء تحت أسراب الغيم، تاريخ مع زهرة الورد يعود إلى مئات السنين. علاقة وفاء حميمة نشأت بين الطائف وورده، حتى إن هذا النوع من الورد لا يزرع إلا في هذه المدينة، رغم محاولات لم تنجح قام بها بعض المزارعين لزراعته في المغرب أسوةً بالورد المغربي. ظلت هذه العلاقة لا تحتمل أكثر من عبوات عطرية تباع في المحال، وأخبار صحافية عند كل موسم قطاف، حتى جاء أمير منطقة مكة الامير خالد الفيصل، فأنصف هذه العلاقة وذلك التاريخ. الطائف اليوم باتت تحمل اسم"مدينة الورد"رسمياً، وتتباهى به أمام مدن العالم. هذا المسمى يؤكد أصالة وتميز الطائف في زراعة الورد وإنتاجه، كما يقول المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار أمين مجلس التنمية في المحافظة الدكتور محمد قاري. ويضيف قاري إن هذه المبادرة ستكون دافعاً لبذل المزيد من الجهد لخدمة هذا المنتج الذي تتفرد به الطائف. ورد الطائف الذي يزرع يقطف ويقطر قبل أن يتحول إلى عطور فاخرة، أبيض اللون، حساس جداً. ويتعارف المزارعون على أن أي خطأ في زراعته أو قطفه يكلف الكثير. فهو يحتاج الى نسبة معينة من الماء بلا زيادة أو نقصان. وحتى قطف الوردة يتطلب مهارة كبيرة لتجنب الشوك. بعد ذلك يحرص المزارعون على وضعه في"زنابيل"خاصة مصنوعة من السعف، لا تتسبب في احتراقه. 20 مليون وردة، تقطف سنوياً من نحو 500 مزرعة تمتد على جبال مناطق الهدا والشفا ووادي محرم الباردة، قبل أن تجد طريقها الى أعمال الطبخ والتقطير والتعبئة في المصانع المتخصصة. هذه المصانع تضخ في الأسواق أكثر من 20 ألف تولة"دهن ورد"متعددة الأنخاب، يصل سعر التولة الواحدة من النخب الأول العروسة الى 3 آلاف ريال. ويعود قاري ليذكر أن تحركاً سريعاً وجاداً أعقب اطلاق أمير المنطقة هذا المسمى، يهدف إلى إنشاء شركة استثمارية تعنى بالورد الطائفي. تحفظ قاري على تفاصيل وآلية عمل الشركة، غير أنه أكد أنها ستعمل على تطوير زراعة الورد ودعم المزارعين والصناع، في سبيل الوصول بالورد الطائفي إلى العالمية. ويذهب إلى أن مشاركة أساتذة الجامعة والمتخصصين في الزراعة والعلوم، من خلال تقديم البحوث العلمية حول ورد الطائف في مهرجان الورد الذي أقيم أخيراً، سيكون له بالغ الأثر في توجيه أعمال الشركة المزمع انشاؤها. ولفت الى دعم راعي السياحة الأول الأمير سلطان بن سلمان في اعتماد مسمى"مدينة الورد"شعاراً رسمياً للمهرجانات السياحية في الطائف، وكذلك توجيه محافظ الطائف فهد بن معمر، لإنشاء حديقة تحمل الاسم والشعار داخل المدينة.