أسقطت مروحيات عسكرية أمس، امدادات غذاء وماء لسكان منطقة دلتا ايراوادي في بورما، حيث غمرت المياه قرى بكاملها بعد الإعصار"نرجس"الذي ضرب البلاد نهاية الاسبوع الماضي وخلف اكثر من 22 الف قتيل وحوالى 41 الف مفقود، اضافة الى حوالى مليون شخص بلا مأوى. وأفاد شهود ان القوافل البرية لا وجود لها في منطقة دلتا ايراوادي السفلى المنكوبة الشاسعة التي تبلغ مساحتها خمسة آلاف كيلومتر مربع وتغمرها المياه بالكامل. وأكد ريتشارد هورسي من مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بانكوك ان الاولوية حالياً هي لتوفير أقراص لتنقية المياه وأغطية بلاستيكية ومعدات اسعافات اولية وشبكات أسرّة وإمدادات غذاء، مشيراً الى ان جثثاً كثيرة تطفو على سطح المياه،"ما يجعل مهمات فرق الاغاثة صعبة على الارض". وكشف هورسي ان الاممالمتحدة حصلت على تصريح بنقل امدادات طارئة تتضمن خياماً وأقراصاً لتنقية المياه ومولدات كهرباء وأغطية وأسرّة بلاستيكية ومعدات طهو جواً الى ميانمار،"لكن عمال الاغاثة ما زالوا ينتظرون الحصول على تأشيرات لدخول البلاد". ويقول خبراء اغاثة ان النظام العسكري في ميانمار يجب ان يتغلب على شعوره بعدم الثقة في العالم الخارجي، ويفتح البلاد أمام عملية اغاثة دولية شاملة لئلا يقتل مزيد من الناس بسبب العطش والجوع والمرض، فيما يرى محللون سياسيون ومنتقدون للحكم العسكري المستمر منذ 46 عاماً في بورما ان الاعصار الذي خلف الدمار الاكبر في آسيا منذ عام 1991 حين لقي 143 ألف شخص حتفهم في بنغلادش، قد يؤدي الى تأثيرات سلبية طويلة الامد على المجلس العسكري الحاكم. وألح رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود على المجلس العسكري في بورما لفتح الابواب أمام مساعدات الاغاثة الانسانية الدولية، وقال:"انسوا السياسة. انسوا الديكتاتورية العسكرية واسمحوا بوصول الامدادات والمساعدات الى الناس الذين يعانون ويموتون بسبب نقص المساندة". وكانت رانغون طردت اول من امس اندرو هاردينغ الصحافي في"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي الذي قدم الى بورما لتغطية تداعيات إعصار نرجس. واتهمت السلطات العسكرية الصحافي بمحاولة دخول البلاد بتأشيرة دخول سياحية، علماً انه غطى تظاهرات ايلول سبتمبر 2007 التي قادها رهبان بوذيون وقمعتها السلطات العسكرية بالقوة. ووعدت حكومات ووكالات اغاثة في أنحاء العالم بتقديم دعم فني ومعونات تزيد قيمتها على 28 مليون دولار. ووجه الاتحاد الدولي للصليب الاحمر نداءً عاجلاً لجمع نحو اربعة ملايين يورو لتمويل عمليات اغاثة لضحايا الإعصار. وقالت كريستين ساوث، منسقة العمليات في الاتحاد الدولي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ إن"مئات الآلاف من الأفراد فقدوا منازلهم ومقتنياتهم الخاصة وسبل عيشهم". ووزع متطوعو الصليب الاحمر في الايام الخمسة التي تلت الإعصار سلعاً اساسية مثل الخيم والناموسيات والمياه.