استمر تدفق عروض المساعدات من دول العالم على بورما التي اجتاحها اعصار في نهاية الاسبوع تسبب بمقتل عشرات الالاف، بينما حض المجتمع الدولي الحكم العسكري على اعطاء الضوء الاخضر لدخول الفرق الانسانية الى البلاد.واعلن البيت الابيض أمس الأول الثلاثاء تقديم ثلاثة ملايين دولار لمساعدة بورما على مواجهة اثار كارثة الاعصار المدمر.في رانغون، اعلن وزير الشؤون الاجتماعية البورمي ماونغ ماونغ سوي ان المساعدات مرحب بها انما على "اي فرق من الخبراء تأتي من الخارج التفاوض مع وزارة الخارجية وسلطاتنا العليا" لدخول البلاد. وفي اوتاوا، دعا رئيس الحكومة البورمية في المنفى سين فين الى دخول المساعدات الدولية الى بورما من دون تسليمها مباشرة الى العسكريين. وقال مسؤول في الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة ان "مئات الاف الاشخاص سيحتاجون على الارجح لمساعدة في بورما".ودعا الاتحاد الاوروبي الذي رصد مساعدة طارئة بقيمة مليوني يورو الى بورما، السلطات البورمية الى "بذل كل الجهود الممكنة من اجل التعاون" مع المنظمات الانسانية "بما يصب في صالح السكان"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة السلوفينية للاتحاد.واصدرت الاممالمتحدة بيانا في نيويورك اعلنت فيه ان فريقا من خمسة خبراء موجود في بانكوك مستعد للتوجه الى بورما فور الحصول على تأشيرات دخول. كما سيقدم الفريق هبة بقيمة خمسة ملايين دولار الى بورما مصدرها صندوقه المركزي للاغاثة الطارئة. ونشرت منظمة الاممالمتحدة للطفولة خمس بعثات لتقويم الوضع، بينما اعلن برنامج الاغذية العالمي (بام) تخزين اكثر من 800طن من المواد الغذائية في رانغون ومولدات كهربائية في كمبوديا مخصصة لبورما.كما تستعد المفوضية العليا للاجئين لارسال خيم ومساعدات اخرى الى رانغون تكفي لعشرة الاف شخص.واعلنت النرويج تقديم 1.3مليون يورو عبر الاممالمتحدة او الصليب الاحمر، واعلنت هولندا تقديم مليون يورو، والمانيا 500الف يورو الى المنظمات الانسانية الالمانية. واعلنت باريس رصد مئتي الف يورو، مشيرة الى ان المساعدة سترسل عبر الصليب الاحمر والمنظمات غير الحكومية الفرنسية.ورصدت لندن 6.3ملايين يورو. واعلن رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون ان بلاده ستنضم الى جهود المجتمع الدولي، بينما قدمت السويد 1.6مليون يورو، ومدريد 500الف يورو.ودعت استراليا ونيوزيلاندا الحكم العسكري الى السماح بدخول الفرق الانسانية. وقال وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث "نأمل في ان يسمح النظام للوكالات المستقلة بالقيام بتقويمها للوضع". كما حض رئيس البنك الدولي روبرت زوليك الحكم العسكري في بورما على قبول المساعدة الدولية بعد الاعصار. ودانت منظمة "عمل ضد الجوع" غير الحكومية الارتفاع السريع لاسعار المياه والارز والبنزين منذ وقوع الكارثة. من جانب آخر بدأت عملية توزيع المساعدات الإغاثية التي قدمتها الأممالمتحدة لمئات الآلاف من الأشخاص المشردين والمعوزين في منطقة ايراوادي دلتا أمس الأربعاء حيث تم إرسال أول مجموعة مساعدات إلى المنطقة التي دمرها الإعصار.وقالت كريس كاي مديرة برنامج الغذاء العالمي في ميانمار إن أول حمولة شاحنات من الغذاء أرسلت أمس إلى بلدة لابوتا الساحلية التي فقدت أكثر من ألف شخص في الإعصار وموجات الجزر المصاحبة له.وأعلنت السلطات في ميانمار ارتفاع حصيلة قتلى الإعصار إلى حوالي 22500شخص بالإضافة إلى كون 41ألفا آخرين في عداد المفقودين. وقد كانت يانجون أكبر مدينة في ميانمار حيث يقطنها ملايين الأشخاص من بين أكثر المناطق تضررا بالإعصار الذي ضرب المنطقة الساحلية وسط البلاد برياح بلغت سرعتها 200كلم في الساعة يوم الجمعة الماضي. من جانبها اعلنت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" الانسانية ان ملايين الاشخاص باتوا من دون مأوى في بورما بسبب الاعصار نرجس. وقال اندرو كيركوود مدير سيف ذي تشيلدرن لبورما "ثمة 41الف مفقود لكن الكثير من الاشخاص يعتبرون ان غالبية ال 41الفا قضوا" في الاعصار. واضاف في اتصال هاتفي اجري معه من رانغون "من الواضح ان ثمة ملايين المشردين لكن لا نعرف بالتحديد عددهم". واضاف كيركوود ان منظمته الناشطة جدا في بورما جمعت معلومات رهيبة عن الوضع في دلتا ايراوادي (جنوب غرب) اكثر المناطق تضررا بالاعصار. واضاف "شاهدت إحدى فرقنا الاف القتلى في احدى البلدات مع اكوام من الجثث المتحللة بعد انحسار المياه". على صعيد آخر ذكرت صحيفة "نيولايت اوف ميانمار" البورمية الرسمية ان الصحافي البريطاني في هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" اندرو هاردينغ الذي قدم الى بورما لتغطية تداعيات اعصار نرجس، طرد من البلاد "لاخلاله بقانون تأشيرة الدخول". واوضحت الصحيفة ان السلطات العسكرية في البلاد اتهمت الصحافي في تلفزيون "بي بي سي" بانه حاول دخول البلاد بتأشيرة دخول سياحية. وكان وصل الاثنين الى رانغون في رحلة لشركة الخطوط الجوية التايلاندية، واجبر على عودة ادراجه في الطائرة نفسها.