قالت مصادر في حكومة الوحدة الوطنية المقالة ل "الحياة" ان مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان سيصل الى تل أبيب غداً لعرض اتفاق التهدئة على الحكومة الاسرائيلية والحصول على ردها في شأنها. وأضافت انه سيعرض على القادة الاسرائيليين موافقة الفصائل الفلسطينية على تهدئة"في غزة اولا"تمتد لاحقا الى الضفة الغربية. ورجحت ان تبلغ مصر حركة"حماس"والحكومة بالرد الاسرائيلي الثلثاء او الأربعاء المقبل، في وقت بدأت فيه ملامح التهدئة تظهر على أرض الواقع في قطاع غزة، إذ تراجعت أعداد الصواريخ محلية الصنع والهجمات التي تشنها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية على أهداف اسرائيلية. وتتوقع"حماس"أن يكون رد اسرائيل ايجابياً، خصوصاً أن المسؤولين المصريين لمسوا استجابة اسرائيلية مع جهود مصر من أجل إبرام اتفاق غير مباشر بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في شأن التهدئة. وكان معظم الفصائل الفلسطينية وافق بتحفظ على عرض التهدئة الذي وافقت عليه"حماس"وأعلنه القيادي البارز في الحركة الدكتور محمود الزهار من القاهرة قبل عشرة أيام. وينص الاتفاق الذي توصل إليه مسؤولون مصريون على تحديد مدة التهدئة بستة أشهر في قطاع غزة فقط تعمل خلالها مصر على أن تشمل الضفة أيضاً، فضلاً عن أن هذه التهدئة متبادلة ومتزامنة، وأن يتم بموجبها فك الحصار عن القطاع، وفتح معبر رفح الحدودي وبقية المعابر مع الدولة العبرية. وأكدت مصادر الحكومة المقالة ان مصر تعهدت لوفد الحركة الذي أجرى محادثات التهدئة، فتح معبر رفح حتى لو انهارت التهدئة مستقبلا او لم تلتزمها اسرائيل، وهي خطوة شجعت الحركة على قبول التهدئة. لكن مصادر مصرية مطلعة استبعدت فتح المعبر في حال لم توافق إسرائيل على التهدئة. وقالت ل"الحياة"إن"مصر لن تأخذ على عاتقها هذه الخطوة، لكن إذا رفضت إسرائيل اقتراح التهدئة، فيجب عليها حينئذ أن تتحمل مسؤولية هذا الرفض أمامنا وأمام المجتمع الإقليمي وأمام الأوروبيين والأميركيين وجميع من يتطلع إلى التهدئة، بمن فيهم الإسرائيليون"، مشيرة إلى أن"كُتلاً وقوى كبيرة في المجتمع الإسرائيلي تريد التهدئة". وأكدت أن"مصر ستتحرك في قضايا عدة ولن تسقط معبر رفح من تحركها... إذا رفضت إسرائيل التهدئة سنتحرك في اتجاه كيفية إعادة تشغيل معبر رفح، وسنسلك كل السبل المشروعة والمتاحة لفك الحصار وإنهائه وإعادة تشغيل معبر رفح بعد إقناع الأطراف الموقعة على اتفاق المعابر في حزيران يونيو 2005 بأهمية فتح المعبر أمام أهالي قطاع غزة، وليس رغم إرادة هذه الأطراف". ونفت المصادر أن يكون إطلاق الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة غلعاد شاليت جزءاً من اتفاق التهدئة، غير أنها أكدت ل"الحياة"أن"التهدئة ستفتح الباب لإطلاقه، إذ ستصبح هذه المسألة مجرّد مسألة وقت، وقد لا تستغرق أياماً". وأوضحت أن مصر تجري اتصالات للاستمرار في إمداد قطاع غزة بالوقود من خلال معبر"ناحل عوز"وتسعى إلى خلق مناخ يمهد للتهدئة.