يعتبر السكارين من أقدم أنواع السكر الاصطناعي وهو من أوائل المحليات الاصطناعية التي تمت الموافقة على استعماله في العديد من دول العالم. وقد اكتُشف بالصدفة من قبل البروفسور أيرا رامسن من جامعة جونز هوبكنز الأميركية في العام 1879. ويتمتع السكارين النقي بقوة تحلية عالية تبلغ 550 ضعفاً مقارنة مع سكر الطعام، وتهبط قوة التحلية هذه الى 300 ضعف في السكارين التجاري المتوافر في الأسواق. والسكارين مادة بلورية بيضاء تستخدم للتحلية كالسكر العادي، والجسم لا يهضمه، وليس له أي قيمة غذائية ولهذا يضاف الى الأغذية والأشربة لإكسابها الطعم الحلو، ويستعمل السكارين عادة من قبل البدناء والمصابين بالداء السكري والذين يتبعون حميات غذائية. وبعد حوالى 30 سنة على استخدام السكارين في الولاياتالمتحدة 1977، منعته وكالة الدواء والغذاء الأميركية، اثر تجارب أجريت على الفئران كشفت النقاب عن وجود شكوك في أن تناول السكارين بكميات كبيرة ولمدة طويلة يمكنه أن يسبب سرطان المثانة لدى الحيوانات التي أعطي لها، في المقابل لم تصب الفئران التي أخذت كميات قليلة من السكارين بالسرطان المذكور. ولكن بحلول العام 1991 سحبت الوكالة قرار المنع وطلبت كتابة العبارة الآتية على المنتجات التي تحتوي على السكارين:"ان استعمال هذا المنتج يمكن ان يشكل خطراً على صحتك. هذا المنتج يحتوي على السكارين التي بينت التجارب على الحيوانات أنه يسبب السرطان لديها". ولكن في السنوات الأخيرة أعلنت الجمعيات الصحية الأميركية، مثل الجمعية الطبية الأميركية والجمعية الأميركية للسرطان وجمعية التغذية الأميركية، انه لم تعد هناك حاجة لمثل هذا التحذير لتوافر أدلة تبين ان الفئران تملك في مثانتها عاملاً حمضياً خاصاً يشجع على إصابتها بالسرطان. أخيراً هناك بعض الملاحظات المتعلقة بالسكارين: أفاد بعض الأبحاث ان السكارين يزيد الشهية على الطعام لأنه يسهم في اطلاق المزيد من هورمون الأنسولين، وهذا يعني أنه يدفع آخذيه الى تناول المزيد من الطعام، لذلك لا ينصح به أولئك الراغبون في تخسيس أوزانهم. للسكارين ثلاث نواح سلبية: الأولى هي أنه يملك طعماً مراً خفيفاً بعض الشيء ولكن في المستطاع التغلب على الطعم مع مرور الزمن. أما الناحية السلبية الثانية في السكارين فتتمثل في ان استهلاك كميات كبيرة منه يمكن أن يسبب التسمم. وفي خصوص الناحية السلبية الثالثة فهي تشجيعه على نمو الميكروبات في الأغذية المحلاة به. هناك بلدان عدة حذرت من كثرة استهلاك السكارين نظراً الى الشبهات التي تحوم حوله كمسبب للسرطان، بل ان باحثين آخرين توصلوا الى ما مفاده ان السكارين يمكنه ان يكون مسؤولاً عن أمراض تصيب الكلية والمثانة والمرارة. ينصح العلماء في حال تناول السكارين بعدم أخذه على معدة خاوية، والأفضل استهلاكه مع كمية كبيرة من الكربوهيدرات. السكارين يمتاز في أنه يمتلك فترة صلاحية طويلة الأمد، لذا يستعمل بكثرة في المشروبات الغازية، عدا هذا فهو لا يتأثر بالحرارة كما هي الحال مع سكر الأسبارتام، من هنا يمكن استعماله في الطبخ من دون خوف.