رحّبت الحكومة الألمانية أمس بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية واعتبرت انتخابه"خطوة مهمة على طريق إنهاء الأزمة الدستورية القائمة في البلد منذ أشهر". وكان الرئيس الألماني هورست كولر وجه فور انتخاب سليمان الأحد، برقية تهنئة إليه وصف فيها الانتخاب ب"الخطوة المشجعة لتجاوز الأزمة السياسية الداخلية التي شلّت لبنان خلال الأشهر الماضية"، مؤكداً الوقوف"الحازم"لبلده إلى جانب لبنان. كما وجه نائب المستشارة وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير برقية أعرب فيها عن أمله"بسرعة إخراج لبنان من حالتي الشلل السياسي وعدم الاستقرار في ظل قيادة الرئيس سليمان". ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية أندرياس بوشكه رداً على سؤال ل"الحياة"التقويم القائل بوجود منتصر وخاسر بعد الأحداث الأليمة التي شهدها لبنان أخيراً، مشيراً إلى أن الاتفاق السياسي الذي توصلت إليه كل الأطراف اللبنانية في الدوحة"يسمح بالتأسيس عليه لبناء مستقبل سلمي ودائم". وقال إن"الأمر يتعلق الآن بتنفيذ خطوات أخرى بعد انتخاب الرئيس تتمثل في تشكيل حكومة جديدة واحتكار الدولة وحدها للسلاح، الأمر الذي خرقته أطراف داخلية عدة، كما يعني أيضاً بدء الحوار لنزع سلاح الميليشيات بحسب ما ورد في اتفاق الدوحة". وعما إذا كان الاتفاق السياسي في لبنان مؤشراً إلى دخول منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة بعد الإعلان عن مفاوضات سورية إسرائيلية بوساطة تركية، قال المتحدث الألماني إن موقف الوزير شتاينماير"كان دائماً إلى جانب السعي على رغم العوائق الكبيرة إلى جلب أطراف صعبة إلى حلبة التفاوض"، مشيراً إلى أن سورية"خطت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بحضورها مؤتمر أنابوليس". وتابع:"لا تزال لدينا توقعات كثيرة من سورية، والمفاوضات الجارية حالياً بينها وبين إسرائيل ليست سهلة ولا أستطيع التطرق إلى مضمونها، لكننا نتمنى لها النجاح". وأضاف بوشكه أن برلين"تتابع باهتمام الوضع في منطقة الشرق الأوسط وتواصل بذل كل الجهود لتحقيق تقدم على طريق حل الأزمات التي تعصف بها"، مشدداً على ضرورة حل"الأزمة المحورية"المتمثلة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال:"اعتقد أننا حققنا تقدماً في هذا المجال، والمفاوضات بين الطرفين لا تزال مستمرة ونعمل على تدعيمها، وأنا لا اوافق من يقول إن على المرء انتظار مجيء الرئيس الأميركي المقبل، وذلك لأن الوضع صعب بما فيه الكفاية". وشدد على أن الأميركيين"سيبقون ملتزمين تحقيق تقدم على هذا المسار بصرف النظر عمن سيأتي مكان الرئيس جورج بوش".