حمل الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بعنف على روسيا، واتهمها بشن عدوان على بلاده، فيما بدأت المعارضة الجورجية تحركات في الشارع احتجاجا على"تزوير الانتخابات النيابية". واستخدم ساكاشفيلي عبارات عنيفة ضد موسكو، معتبراً أنها تعمل على تأجيج التوتر بين جورجيا وجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين، مشيراً إلى أن بلاده قادرة على حل المشاكل المتعلقة بوحدة أراضيها وسيادتها من دون تدخل خارجي، في إشارة إلى تواجد القوات الروسية في منطقة النزاع والمطالب الجورجية بسحبها من المنطقة. واستند ساكاشفيلي في هجومه إلى تقرير أصدره مراقبو الأممالمتحدة في المنطقة حول نتائج التحقيق في حادث إسقاط طائرة تجسس جورجية في العشرين من الشهر الماضي في أجواء أبخازيا. ومعلوم أن تبليسي اتهمت سلاح الجو الروسي بإسقاط الطائرة بصاروخ موجه، لكن الروس نفوا علاقتهم بالحادث وأعلنت القوات الأبخازية مسؤوليتها عنه. وجاء التقرير الدولي بعد التحقيق في الحادث، مؤيداً للموقف الجورجي، إذ أشار إلى أن المعطيات المتوافرة تؤكد حصول تدخل عسكري روسي أدى إلى إسقاط الطائرة. وفي تعليقه على التقرير قال ساكاشفيلي إن"روسيا باعتراف الأممالمتحدة شنت عدواناً عسكرياً على أراضي جورجيا"، وأضاف أن بلاده في وضع صعب حالياً لأن"جيشاً أجنبياً توغل في أراضينا وشن عدواناً علينا". واللافت أن تصريحات ساكاشفيلي تزامنت مع إعلان الكرملين عن رسالة تهنئة وجهها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى نظيره الجورجي لمناسبة عيد استقلال جورجيا الذي صادف أمس. وبحسب الديوان الرئاسي الروسي فإن ميدفيديف أعرب في رسالته عن الأمل في"إقامة تعاون بناء بين بلدينا يخدم مصالح تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الأمن والاستقرار في القوقاز". إلى ذلك، تميزت احتفالات جورجيا بعيد الاستقلال بالسخونة أمس، بسبب بدء تحركات المعارضة احتجاجاً على نتائج الانتخابات الاشتراعية التي أجريت قبل أيام وأسفرت بحسب لجنة الانتخابات المركزية عن فوز ساحق لحزب"الحركة الوطنية"الموالي لساكاشفيلي.لكن المعارضة رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات وأعلنت مقاطعة نوابها الفائزين جلسات البرلمان الجديد، علماً أن الحزب الحاكم فرض سيطرته بحسب النتائج المعلنة على 120 من أصل150 مقعداً نيابياً. وتجاوباً مع الدعوة إلى تحرك واسع يهدف إلى عرقلة عمل البرلمان الجديد، فرض أنصار المعارضة طوقاً بشرياً حول مبنى البرلمان لمنع وصول النواب إليه. ولم تستبعد مصادر في أحزاب المعارضة تطور التحرك الاحتجاجي في محاولة لشل الحركة العامة في العاصمة تبليسي. وجددت المعارضة دعوتها إلى إلغاء النتائج المعلنة للانتخابات الأخيرة، مؤكدة أنها حصلت على نحو ثلث أصوات الناخبين الجورجيين. وكان ساكاشفيلي حذر المعارضة من اللجوء إلى الشارع معلناً في الوقت ذاته استعداده للتعاون معها داخل الهيئة الإشتراعية البرلمان.